يأتي العام الأمازيغي الجديد 2975 ومعه اعتراف تاريخي بجعل رأس السنة الأمازيغية عيدًا وطنيًا وعطلة رسمية في المملكة، في خطوة هامة لترسيخ الهوية الثقافية الأمازيغية. إلا أن مدينة العروي ما زالت تعاني من الإهمال فيما يتعلق بمعالمها التاريخية، وعلى رأسها بوابة السوق الأسبوعي، التي صنفت كتراث وطني غير مادي من طرف وزارة الثقافة.
هذه البوابة التاريخية، التي تمثل رمزًا للمدينة وشاهدًا على تاريخها العريق، تقف اليوم في حالة تدهور مستمر بسبب الظروف الطبيعية والبشرية. فقد كانت في الماضي مركزًا هامًا لتجمع قبائل بني بويحيي وقبائل الريف الشرقي، حيث كانت تُحل المشاكل، وتُبرم الصفقات التجارية، وتُوثق العلاقات الأسرية.
وعلى الرغم من توفير جماعة العروي الاعتمادات المالية اللازمة وترتيب جميع الدراسات المتعلقة بترميم البوابة، إلا أن المشروع ظل مجمدًا لأكثر من خمس سنوات من طرف عمالة الإقليم، دون تقديم أي مبرر رسمي لهذا التأخير. ومع مرور الوقت، أصبحت حالة البوابة في تدهور خطير، مما يهدد بفقدان هذا الرمز التاريخي الذي يحمل بين طياته ذكريات أجيال كاملة.
إن الإهمال الذي طال هذا المعلم يثير استياء سكان المدينة، الذين يطالبون الجهات المعنية بالإفراج عن المشروع وإعادة إحياء تاريخ السوق الأسبوعي الذي شكل جزءًا أساسيًا من هوية العروي. إعادة ترميم البوابة لن تكون مجرد عملية إصلاح لمعمار قديم، بل هي أيضًا خطوة نحو إحياء ذاكرة المدينة وتعزيز ارتباط سكانها بتراثهم.
نتمنى أن تُولي الجهات المسؤولة أهمية أكبر لهذا المعلم الثقافي والتاريخي، وأن يتم تسريع إجراءات الترميم قبل فوات الأوان، حفاظًا على ذاكرة المدينة وتاريخها المشرق.
أضف تعليقك أو رأيك