لم تدم أيام قليلة على آخر خرجة غبية لنظام الكابرانات، والتي استعان فيها ببعض الأشخاص القاطنين بأوروبا، مقدما إياهم بأنهم يمثلون سكان الريف المتشبثين بوحدة وطنهم الترابية وبصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حتى بدأت تخرج للعلن “فيديوهات” لواحد ممن فضلوا الارتماء في أحضان المخابرات الجزائرية، والمسمى “جابر الغديديوي” الذي يطلق على نفسه “يوبا”، ومن ضمن هذه الأشرطة تلك التي كان يهاجم فيها الجزائر ويتهم نظامها بـ”الإرهاب” و “الاستعمار العروبي” .
يوبا الغديوي، الذي لطالما هاجم كابرانات الجزائر واعتبر نظام هذه الأخيرة عدوا للأمازيغ في شمال إفريقيا وللقبائل، انقلب 360 درجة بين عشية وضحاها، فأصبح يهلل ويطبل لتبون وشنقريحة، ضمن خرجة فاشلة يتلقى عليها 3000 أورو شهريا حسب ما أكده أكثر من مصدر.
ومن الأشياء المضحكة، أن يوبا الذي يقدم نفسه مرة باسم حزب ريفي لا وجود له في المغرب، وأحيانا باسم “جمهورية” توجد في مخيلته فقط، قرر أخيرا السفر إلى الجزائر حيث جهز له نظام العسكر منزلا غير آهل وثقت من داخله فيديوهات برفقة أشخاص غير معروفين، قدموا نفسهم على أنهم أسسوا تمثيلية للريف في الجزائر، لكن الكابرانات نسوا أو تناسوا أن من استقبلوه كان واحدا ممن يفضحهم، وهذا الانقلاب في المواقف يعطي انطباعا واحدا ولا أكثر يتعلق بـ”المال” مقابل الصمت والتحول لبيدق يتم من خلاله مهاجمة المغرب
وقال عبد الخالق في مقال رأي ، إن النظام العسكري الجزائري حاول من خلال جهاز مخابراته الخارجية في سنة 2017، بدون جدوى، توظيف حراك الريف بإعطائه بعدا سياسيا لخدمة أجندته في إضعاف المغرب وضرب وحدته الترابية، بتمويله تشكيل لجان في دول أوروبية لمساندة حراك الريف ووقوفه وراء مسيرة بروكسيل لتخليد الذكرى 101 لإعلان جمهورية الريف المزعومة.
وأبرز السفير السابق أن المخابرات الخارجية الجزائرية رعت في شهر شتنبر الماضي في بروكسيل تأسيس ما يسمى “الحزب الوطني الريفي” الذي جندت له بضعة أشخاص لا تأثير لهم في منطقة الريف ومعروفين بارتباطهم بنائب برلماني سابق متهم بالاتجار الدولي في المخدرات.
واسترسل، كما “أمر النظام الجزائري أذرعه الإعلامية بتخصيص تغطية لتأسيس الحزب المزعوم واستضافة قيادته”، مشددا أنه مراميه من كل هذه الخطوات إنما هو استفزاز المغرب، والبحث عن عملاء يخدمون هوسه بإضعاف المغرب وترويج نزعة الانفصال في منطقة الريف المغربية.
وكذب عبد الخالق ادعاءات دبلوماسيين جزائريين بأن عبد الكريم الخطابي كان داعيا لقيام جمهورية للريف، مشددا أن هذه الادعاءات لا تستقيم مع حقائق التاريخ والجغرافيا، لأن محمد بن عبد الكريم الخطابي كان رجلا وحدويا ولم يؤمن بانفصال جهة الريف عن حضنها المغربي.
وكشف السفير السابق تناقض النظام الجزائري على مستوى تمويل ودعم واحتضان مقر تمثيلية الريف، مقابل اعتباره هو نفسه حركة تقرير مصير منطقة القبائل في ماي 2021 حركة إرهابية، ورمى بعدد من أعضائها في السجون، مما يُفقد النظام الجزائري كل مصداقية.
وأبرز عبد الخالق أن المغرب سجل في محطات عدة ازدواجية موقف النظام الجزائري في تعامله مع مبدأ حق تقرير المصير، مقابل استمرار تمسك المغرب بفضيلة حسن الجوار وبعدم التدخل في الشؤون الداخلية للجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى ما جاء في خطاب العرش لسنة 2021.
وتأسف المسؤول الدبلوماسي السابق لما يقع، حيث يضع النظام الجزائري اليوم هذه المنطقة في مرمى أطماعه، موظفا مجموعة أشخاص مرتبطين بتاجر مخدرات في مبادرته الخاسرة للإساءة إلى ارتباطها الثابت وغير القابل للتصرف بمغربها الموحد.
وأكد عبد الخالق أن هذه المحاولة المدانة والرعناء للمس بالوحدة الترابية للمغرب في شماله مصيرها الفشل، على خطى الفشل الذي يلاحق النظام الجزائري منذ أكثر من 48 سنة في مؤامرته لضرب وحدة المغرب الترابية في جنوبه.
وخلص إلى أن النظام الجزائري الذي دأب على التغطية على مشاكله الداخلية بإلهاء الشعب الجزائري بفزاعة المؤامرات الخارجية، يحاول التدخل في الشأن الداخلي المغربي بعد اشتداد العزلة عليه في محيطه الإقليمي، مما يؤكد دائما عقيدة العداء المتأصلة فيه إزاء المغرب، لكنه يلعب بالنار في ورقة الريف التي لن يجني منها سوى الخسارة، لأن عليه أن يعلم أن صيانة الوحدة الترابية للجزائر تتوقف في البداية والنهاية على حماية الوحدة الترابية لباقي بلدان المغرب العربي من كل نزعة انفصالية، ومن الحصافة تفضيل الوحدة على التجزئة.