من يعرفه عن قرب يلمس عنه انه طيب وودود ومتمسك باصوله وقبيلته وباخلاق عالية، ومع حرصه الكبير على التزاماته السياسية ومسؤولياته،فإن لابو السعود الذي ولد بمدينة العروي والمتجدر منها حياة مهنية مثالية وسط عاصمة البلاد ، فخارج أنشطته المهنية والحزبية، تبقى الاولوية لأسرته الصغيرة.
وإذا كان من المؤكد أن أجندته المهنية والسياسية المليئة بالمواعيد لا تجد فيها فراغا، فرغم ذلك، يسعى لتلبية وقضاء حوائج الناس وفتح ابواب منزله بالرباط لكل من قصده ، ابو السعود ابن العائلة الكبيرة وصاحب كرم منقطع النظير في زمننا ، ويعتبره كل من يعرفه رجلا مهذبا ولبقا فسنه لم يفقده شيئا من حيويته وحماسته.
ويبدي هذا السياسي الذي يرأس جماعة العروي باقليم الناظور، قدرا كبيرا من الحكمة والدبلوماسية، عمل الرجل على ضمان الحد الادنى من توافق جميع الفرقاء السياسيين بل وتعزيز موقعها ضمن المشهد السياسي بالاقليم، لكن، وبالنظر إلى مسؤولياته المهنية والعائلية واقامته بعاصمة المملكة ، كان من الصعب على ابو السعود التكفل بجميع الشؤون اليومية لتدبير الجماعة ، والوفاء بجميع التزماته، ولهذا السبب بالضبط، كان يعمد إلى تفويض بعض مهامه الى نوابه بصفة كلية وبدون اي تدخل من أجل تدبير شؤون المدينة
فيما عانى محمد أبو السعود، خلال الفترة الأخيرة عددا من المشاكل في التدبير بسبب عدم التوافق على العديد من الملفات والقضايا وايضا الصراعات والتجاذبات بين مختلف المتدخلين بالجماعة ،على عكس مبتغاه التنموي والذي كان يطمح من خلاله تحويل جماعة العروي إلى مدينة نموذجية توفر مختلف الخدمات الاجتماعية والاقتصادية لسكانها.
محمد ابو السعود ولطبيعة شخصيته المتسمة كما ذكرنا بالطيبوية والالتزام بارضاء الجميع ولو على حسابه الشخصي ،ادخله في مشاكل كبيرة اثرت عليه وعلى صحته والتزاماته المهنية والعائلية ، فيما عرفت مجموعة من المشاريع التي تم المصادقة عليها بجماعة العروي عراقيل كثيرة جدا من طرف العديد من الاطراف الداخلية ، ولم يتم الافراج عنها وخروجها للوجود لاسباب تبقى مجهولة ، بحيث يتم التدرع في كل حين باسباب مسطرية محضة ، هذا الامر الذي اصبح لا يحتمله ابو السعود الذي وجد نفسه في دوامة لا يعرف المغزى والمقصود منها ، بالرغم من يده الممدودة للجميع ، فهناك ايادي خفية تريد افشال هاته التجربة بالرغم من كل الرسائل الايجابية التي قدمت خلال انطلاق هذا المجلس وايضا العديد من الاجراءات التي تم اتخادها والمصادقة على مشاريع مهمة للمدينة ، والابواب المفتوحة والتواصل الناجع الذي نهجه المجلس ، الا انه دوما يوجد الشر والخير ، وان هاته المدينة كتب عليها ان تعيش دائما في صراع ابدي مع نفسها كانها اصابتها لعنة.
محمد ابو السعود الذي عرف خبايا السياسة المحلية والوطنية مع صديقه المقرب مصطفى المنصوري وعاش معه العديد من الاحداث والوقائع في ازمات شديدة مرت على المنصوري ، هاته التجارب لابد ان يكون لها انعكاس على شخصية ابو السعود السياسية