24 ساعة

‎حوادث الدراجات النارية بسبب تهور الشباب في تزايد بمدينة العروي ، و مطالب بتشديد المراقبة الزجرية

يدرك الجميع ما تتسبب به الدراجات النارية من إزهاق لحياة الناس، وعلى الرغم من الحوادث الأليمة الأخيرة التي سمع بها الجميع، إلا أن الاستهتار بحياة الناس لا يزال مستمراً من قبل كثير من أصحاب الدراجات النارية، مما يجعل الجهات المختصة مطالبة باتخاذ إجراءات حاسمة تلزم المستهترين منهم بالتقيد بقواعد المرور، بدلا من أن يعيش العديد من المواطنين لحظة ألم ووجع نتيجة حوادث لم يقترفونها أصلاً.

هم في كل مكان، بين السيارات وعلى الأرصفة، في الأزقة كما في الشوارع العامة، وتحت الجسور…هم سائقو الدراجات النارية الصغيرة، الحاضرون أبداً للتدخّل تسهيلاً لحياتنا اليومية أو عرقلة لها. متّهمون هم بالتسبب بحوادث سير كثيرة، ولكنهم أيضاً ضحايا هذه الحوادث. متّهمون بعدم احترام أبسط قواعد قانون السير ّ ولكنهم بدورهم ضحايا عدم التشدد في مراقبة وتطبيق قانون السير. «الحقّ عليهم» أم أنهم ضحايا وضع البلد؟

في أقل من شهر أزيد من 6 حوادث سير الدراجات بمدينة العروي الصغيرة ، ما يؤكد فداحة الحوادث رغم اختلاف أسباب وقوعها.. ولا يحتاج أي واحد منا إلى أي مجهود من أجل أن يشحذ ذاكرته ويستعيد تذكر حادث مؤلم تسببت به دراجة نارية.

كان الجدري من زمان ومن قبله وباء الطاعون من أفتك الأمراض وأشدها رعباً وقسوة على الإنسان، فكان فضل الله عظيماً على الإنسان أن يسر له سبل الخلاص منهما عندما تقدمت العلوم الطبية، فكان لدور التحصين ووسائل الوقاية شرف اجتثاث الوباءين من الكرة الأرضية


وها هي الدراجات النارية تطل بشبحها الكريه، تقوم بالأدوار كلها، وكأنها تتباهى وهي تستعرض هيئتها بأنها تفوق خطورتها كل الأمراض القاتلة، فالدراجات النارية اليوم هي أعتى وسيلة من وسائل القتل، ومن يشك في ذلك فليتوجه إلى أقسام الاسعاف في المستشفيات التي تستقبل الحوادث وليسأل رجال شرطة المرور، ويسأل أقسام الجراحة في المستشفيات.. غير تلك الحوادث التي لا تحتاج أن تصل إلى أقسام الاسعاف، حيث قضى أصحابها نحبهم في أماكنهم.

يقول محمد سائق شاحنة بمدينة العروي ، وعلامات الحسرة تلون وجهه: كنت واحداً ممن تجرع ألم الشعور بذنب حادث مؤلم لم أقترفه أصلاً “عندما انزلقت إحدى الدراجات النارية أمام إطارات الشاحنة الخلفية وكنت حينها أسير في الطريق بانتظام ولم أسمع إلا صراخ من شاهدوا الحادث ولم أكن أدري ماذا حدث وعند نزولي شاهدت رجلاً غارقاً في بركة من الدماء توفي على إثر الحادث ورجلا آخر أصيب بكسر رجله اليسرى؛ وما يدعو للغرابة حقاً أن الأدلة والشهود أثبتوا عدم مسؤوليتي عما حدث إلا أنني حملت مسؤولية الحادث”

ويصف امين ميكانيكي حوادث الدراجات النارية بخزان دم مثقوب لا يتوقف عن هدر النفوس يوماً بعد يوم، ومن المعروف أن أي حادث يواجه الدراجة النارية يصيب سائقها مباشرة لذا فأغلب حوادثها تؤدي إلى الوفاة

هنا نصل الى بيت القصيد. فهل كل سائقي الدراجات النارية الصغيرة يملكون رخصة قيادة أو خضعوا لامتحان أو حتى تعلموا أصول القيادة وأبسط قواعد سير الدراجات على الطرقات؟ بالطبع لا… وإلا كيف يمكن لمراهقين لم يبلغوا الثامنة عشرة بعد أن يشتروا ويقودوا دراجات نارية ويسيروا بها في الشوارع العامة؟ وكيف يمكن لدراجة مخصصة في الأصل لراكبين أن تحمل عائلة بكبارها وصغارها؟ وكيف يسمح لهم بالتسلل بين السيارات والقفز أمامها من دون إنذار أو التوجه عكس السير وتعريض سلامتهم وسلامة الآخرين للخطر؟.

واقع يجعلنا جميعا أمام مسؤولياتنا في ضمان سلامة المواطنين، عبر سن قوانين صارمة، وتنظيم حملات توعية دائمة، و تشديد الخناق على المتهورين، و منع استعمال اي وسيلة نقل على القاصرين، لعل وعسى بعد كل ذلك أن نصل إلى بر الامان ونقلص من خسائرنا في الارواح الطاهرة لشبابنا في ريعان شبابهم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *