24 ساعة

تحل اليوم ذكرى عيد الشباب: مناسبة لإبراز العناية الملكية السامية بالشباب، الثروة الحقيقية للأمة

تشكل ذكرى عيد الشباب، التي يحتفل بها الشعب المغربي يوم غد الاثنين، مناسبة لتسليط الضوء على الالتزام الراسخ لصاحب الجلالة الملكمحمد السادس لفائدة الأجيال الشابة، من أجل انخراطهم في الدينامية المجتمعية، وتعزيز مشاركتهم السياسية والاقتصادية.

ويعتبر عيد الشباب فرصة متجددة للاحتفاء بالشبابالثروة الحقيقة للأمة، لوضع حصيلة المبادرات التي تم إطلاقها لفائدتهم، والتفكير فيالأعمال والإجراءات القادرة على تعزيز مشاركتهم في عملية التطور الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.

وتمكن هذه المناسبة، التي تتزامن مع الذكرى الـ60 لميلاد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أيضا من إبراز الجهود التي يبذلها جلالتهمن أجل تثمين هذه الفئة من المجتمع ورفاهيتها، اعتبارا لموقعها الهام في الدفع بعملية التنمية التي تعرفها المملكة.

ووعيا من جلالته بأن الشباب لايمكنه القيام بدوره وبواجبه، دون تمكينه من الفرص والمؤهلات اللازمة لذلك، ما فتئ صاحب الجلالة، منذاعتلائه عرش أسلافه الميامين، يطلق المبادرات والإجراءات الرامية إلى تحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي للشباب، من خلال تقديم أشياءملموسة لهم في التعليم والشغل والصحة ومجالات أخرى مع فتح باب الثقة والأمل في المستقبل، أمامهم.

ولايذخر جلالة الملك في هذا الصدد من وقته ولا جهده في سبيل ضمان ازدهار اجتماعي وثقافي للشباب، الذي يشكل قرابة ثلث الساكنة،لحماية صحتهم البدنية والعقلية، ودرء الانحرافات والمخاطر الاجتماعية عنهم، وضمان التكوينات المؤهلة لهم لتمكينهم من المساهمة بشكلكامل وناجع في الأنشطة المنتجة، وبالتالي تنمية مجتمعهم.

ويولي المغرب، في هذا الإطار، أهمية خاصة لتعليم الشباب، حيث يوفر لهم فرصا مختلفة ومتجددة للتعلم، تضمن لهم التمتع بحقهم فيالحصول على التأهيل المناسب، الكفيل بضمان اندماجهم الاقتصادي، وتحصيلهم المعرفي وارتقائهم الاجتماعي، بما يحصنهم من آفةالجهل والفقر، ومن نزوعات التطرف والانغلاق.

وانطلاقا من مراكز تكوين وتأهيل وإدماج الشباب، والمراكز السوسيوتربوية، والمركبات السوسيورياضية، وفضاءات التكفل بالشبابالذي يعاني من سلوكات الإدمان، مرورا بالفضاءات الموجهة للتكنلوجيات الجديدة للمعلومات والاتصال، وإنعاش الأنشطة المذرة للدخل،إضافة إلى برامج دعم الولوج إلى تمويل الشباب حاملي المشاريع، إلى غير ذلك من البنيات الأخرى، تجسد هذه المبادرات والإجراءاتالمقاربة الملكية وسياسة القرب، من أجل تنمية بشرية شاملة ومستدامة.

وتندرج في هذا الإطار خارطة الطريق الجديدة الرامية إلى تطوير قطاع التكوين المهني التي ترتكز على برنامج مدن المهن والكفاءات. ويهمهذا البرنامج، الذي يكلف مبلغا استثماريا بقيمة 4,4 مليار درهم، إنجاز 12 مدينة للمهن والكفاءات على مستوى مختلف جهات المملكة،والتي ستعد بمثابة منصات متعددة الأقطاب والتخصصات للتكوين المهني، ستستقبل كل سنة 34 ألف متدرب.

وتميزت سنة 2023 بإشراف صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمدينة تامسنا، على تدشين مدينة المهن والكفاءات لجهة الرباطسلاالقنيطرة، البنية الرابعة من نوعها التي تفتح أبوابها لاستقبال الشباب في طور التكوين، بعد مدن المهن والكفاءات لسوسماسة، والشرق،والعيونالساقية الحمراء، التي شرعت في تقديم التكوين للمستفيدين بين أكتوبر ونونبر 2022.

كما تجسدت العناية الملكية السامية بالشباب في خطاب العرش الأخير (29 يوليوز) الذي أكد فيه جلالة الملك أن الشباب المغربي، متىتوفرت له الظروف، وتسلح بالجد وبروح الوطنية، دائما ما يبهر العالم، بإنجازات كبيرة، وغير مسبوقة، كتلك التي حققها المنتخب الوطني فيكأس العالم.

وأبرز صاحب الجلالة أن هذه الجدية تتجلى كذلك، في مجال الإبداع والابتكار، الذي يتميز به الشباب المغربي، في مختلف المجالات، مشيداجلالته بإنتاج أول سيارة مغربية محلية الصنع، بكفاءات وطنية وتمويل مغربي، وكذا تقديم أول نموذج لسيارة تعمل بالهيدروجين، قامبتطويرها شاب مغربي.

والواقع أن تنمية المغرب تعتمد على شباب حر ومزدهر يتمتع بالكفاءة وروح الإبداع وقيم المواطنة الحقة، وبذلك فهو مدعو اليوم، أكثر من أيوقت مضى إلى المشاركة بطريقة فاعلة وبناءة في التحولات التي يعرفها المجتمع، مع التشبث بثوابت الهوية الوطنية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *