تستعيد المناطق المتضررة من “زلزال الحوز” الحياة اليومية تدريجيا بعد مضي أزيد من أسبوع على الواقعة، حيث نجحت السلطات العمومية، بمعية القوات المسلحة الملكية، في إعادة فتح جميع الطرق الرئيسية والفرعية بالحوز وتارودانت، فيما قامت بنقل التلاميذ المتضررين إلى المدن المجاورة لمناطق الزلزال من أجل استئناف الدراسة.
كما استأنفت الأسواق الأسبوعية نشاطها في مجموعة من المناطق القروية، خاصة بجماعة أسني التي عاد فيها نشاط البيع والشراء خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي سيكون له أثر إيجابي على الاقتصاد المحلي الذي توقفت شرايينه التجارية بعد الفاجعة الإنسانية التي أربكت كل المعاملات الاقتصادية.
وأنشأت القوات المسلحة الملكية وحدات مدرسية متنقلة عبارة عن خيام مؤقتة يدرس فيها تلاميذ المناطق المنكوبة، سعيا من السلطات العمومية إلى عدم هدر الزمن المدرسي الثمين، لاسيما أن الهزات الأرضية الارتدادية تتجه إلى الانخفاض يوما بعد يوم، الأمر الذي بعث الاطمئنان في نفوس الساكنة المحلية.
وتضررت حوالي 530 مؤسسة تعليمية من الزلزال بدرجات متفاوتة، خاصة بأقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت، الأمر الذي دفع وزارة التربية الوطنية إلى التنسيق مع مصالح القوات المسلحة الملكية وبقية السلطات المحلية لضمان استمرارية العملية التربوية لفائدة تلاميذ المناطق المتضررة في الأسابيع المقبلة، وذلك إلى حين إيجاد حلول دائمة من شأنها الحفاظ على استقرار الأسر الناجية من كارثة الزلزال الذي ضرب المغرب.
ورغم الدمار الذي تعرضت له مجموعة من القرى والدواوير الجبلية في مراكش وتارودانت فقد بدأت الحياة تدب بشكل جزئي في بعض الجماعات المتضررة من الزلزال، لاسيما بعد فك العزلة عن جميع المناطق المعنية بالكارثة الطبيعية، حيث شرعت الأسر في ممارسة أنشطتها التجارية المعتادة من أجل توفير الحاجيات اليومية.
- في هذا السياق، قال عمر أوزياد، فاعل جمعوي بمنطقة الأطلس الكبير، إن “الحياة بدأت تدب في المنطقة بشكل تدريجي، لكن عودة الأمور إلى طبيعتها ستتطلب وقتا طويلا بسبب مخلفات الزلزال، خاصة بمناطق البؤرة التي دمرت بالكامل”، مؤكدا أن “القوات المسلحة الملكية وصلت إلى جميع المناطق المنكوبة، وقدمت يد المساعدة لكل الأسر المعنية بالزلزال”.
وأضاف أوزياد، في تصريح ، أن “استئناف الحياة الفعلية يتطلب وقتا طويلا، يصل كأقل تقدير إلى سنة واحدة، ما يستدعي ضرورة تسريع ورش تشييد البنيات التحتية والمباني الجديدة قصد مساعدة الساكنة على الاندماج من جديد في النشاط الاجتماعي والاقتصادي”.
وأكد المتحدث ذاته أن “المرحلة الأولية ستبتدئ بنقل الأسر إلى تجمعات سكنية محلية لضمان سلامتها، ثم سيتم الشروع في بناء المساكن الجديدة، قبل أن تنتهي بإصلاح كل المسالك الطرقية المتضررة من الزلزال”، وزاد مستدركا أن “السلطات يجب أن تشرع في إحصاء المنازل المتصدعة جراء الزلزال في كل مناطق الأطلس، بما يشمل أزيلال وورزازات، لأنها تعرضت هي الأخرى لهزات أرضية”.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار