في خطوة رائدة، قامت جماعة العروي بمبادرة تعد الأولى من نوعها، حيث راسلت وزارة التعليم والرياضة بشأن تخصيص 25 هكتارًا من أصل 90 هكتارًا محفظة باسمها لإنشاء ملعب كبير يخدم إقليم الناظور. هذه الأرض، التي تتميز بموقعها الاستراتيجي وسط الإقليم وضمن قطب حضري جديد، خالية من أي عوائق قانونية وتتوفر على ولوجيات متعددة، كانت فرصة ذهبية لتحقيق حلم طويل الأمد للساكنة والجهات الوصية التي طالبت دائمًا بعقار ملائم لمثل هذا المشروع.
رغم أن هذه المبادرة حظيت بترحيب واسع، إلا أن بعض الأطراف بدأت تطرح مبادرات متناقضة، منادية بإنشاء ملعب آخر داخل تراب جماعة الناظور، الأمر الذي يعيد النقاش إلى نقطة الصفر ويهدد بإفشال المشروع ككل. يتم الحديث الآن عن بناء ملعبين كبيرين، أحدهما بجماعة الناظور بسعة 25 ألف مقعد، وآخر أكبر بمواصفات دولية يُخصص للإقليم، كما لو أن المنطقة تُعد من المدن الكبرى مثل الدار البيضاء والرباط، أو مرشحة لاستضافة كأس العالم 2030.
هذا التوجه يُظهر غياب الانسجام بين الفاعلين المحليين ويكشف عن نزعة فردية وأنانية تعرقل تحقيق المشاريع الكبرى التي تحتاج إلى توافق وجهود جماعية.
لو تم الإجماع على المشروع الذي اقترحته جماعة العروي، لكانت الأرضية قد وُضعت لتحقيق هذا الهدف دون عراقيل تُذكر، حيث تم بالفعل تأمين العقار، وهو نصف المطلب. لكن بدلاً من ذلك، يتم هدر الوقت والجهود في صراعات داخلية ومطالب متفرقة، ما يهدد بضياع هذه الفرصة التي قلما تتكرر.
إن ما يحدث يعكس مشكلة أعمق في طريقة إدارة المشاريع التنموية بالإقليم، حيث تتغلب المصالح الضيقة والانقسامات على المصلحة العامة. لا يمكن تحقيق أي تقدم إذا استمرت هذه العقلية في السيطرة على الفاعلين المحليين.
على الناظوريين أن يدركوا أن العمل الجماعي والتوافق حول الأولويات هو السبيل الوحيد لتحقيق مطالبهم التنموية. إن ملعبًا واحدًا بإمكانه أن يخدم الإقليم بأسره، أما تشتيت الجهود فلن يؤدي إلا إلى مزيد من الإخفاقات وإضاعة الفرص.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار