في خبر محزن، غادرتنا إلى دار البقاء، ليلة الجمعة/ السبت، 7/ 8 مارس 2025، الفنانة المغربية القديرة، نعيمة سميح، أحد أعظم الأصوات النسائية في تاريخ الأغنية المغربية، بعد مسيرة فنية زاخرة بالعطاء والإبداع، وبرحيلها، يفقد المغرب صوتا فريدا نقش اسمه بحروف من ذهب في ذاكرة الفن المغربي والعربي، حيث شكلت أغانيها جزءً من وجدان أجيال تربت على بحة صوتها الدافئ وإحساسها العميق.
نعيمة سميح، البالغة من العمر حوالي 72 سنة، لم تكن مجرد مطربة، بل كانت رمزا للأصالة والإبداع، صوتا يحمل في نبراته عبق المغرب وروح تراثه، بصوتها الشجي وأدائها العذب، أبدعت في تقديم روائع خالدة مثل “ياك أجرحي وجريت وجاريت”، فأصبحت أغانيها محفورة في القلوب، تتردد على ألسنة عشاق الفن الأصيل، امتلكت قدرة نادرة على ترجمة الأحاسيس إلى موسيقى، لتصل إلى القلوب دون استئذان.
ورغم ابتعادها عن الساحة الفنية لفترات بسبب ظروفها الصحية، ظل اسمها مضيئا في سماء الأغنية المغربية، وبقيت أعمالها مرجعا للذوق الرفيع والموسيقى النقية، كانت نموذجا للفنانة التي احترمت فنها وجمهورها، ولم تسعَ وراء الأضواء، بل تركت صوتها يتحدث عنها، ليظل خالدا رغم غيابها الجسدي.
برحيل الفنانة نعيمة سميح، يودّع المغرب أيقونة من أيقوناته الفنية، وواحدة من أعذب الأصوات التي عرفها المشهد الغنائي، لكنها ستظل حيّة في ذاكرة من عشقوا فنها وتربوا على أغانيها الكثيرة: “جاري يا جاري”، “ياك اجرحي”، “أمري لله”، “أحلى صورة”، “البحارة”، “راح”، “نحمدو ربي ونشكروه”، “على غفلة”، “غاب علي الهلال”، “واقف على بابكم”، “جريت وجاريت”، “القمر ” راح”، “توبة”، “شكون يعمر هالدار”، “يا حبابي”، “عيرتني بالشيب”، “الخاتم” وغيرها، كما مثلت في “فيلم الدنيا نغم”.
وقد نالت “وسام الكفاءة الوطنية”، وكُرمت عام 2007 في “مهرجان الدوحة للأغنية العربية”.
رحم الله فنانتنا رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أضف تعليقك أو رأيك