وزارة الصحة تعلن عن 5 مناصب شاغرة لاطباء الاختصاص بالناظور 2 منها بالعروي: هل ستُملأ المناصب الشاغرة رغم قلة الأرقام؟

Nador

الأخبار55 - مراسلة

تشهد منظومة الصحة في إقليم الناظور تحديات كبيرة، خاصة مع النقص المهول في الأطباء المتخصصين الذي بات يلاحق معظم المراكز الصحية بالاقليم، وفي هذا السياق، يأتي إعلان وزارة الصحة عن شغل مناصب لأطباء الاختصاص كخطوة تهدف إلى سد الثغرات وتحسين جودة الخدمات الطبية المقدمة. ومع ذلك، يبقى السؤال قائمًا حول إمكانية ملء هذه المناصب بالرغم من عددها المحدود مقارنة بالحاجة الفعلية للمجتمع.

يُعد مستشفى القرب بالعروي من المراكز الحيوية التي تلعب دورًا أساسيًا في تقديم الرعاية الصحية لسكان المنطقة، وقد تم الاعلان  مناصب شاغرة في هذا المستشفى بمنصبين رئيسيين:

طبيب الأمراض النفسية والعقلية (psychiatre): تخصص يعتبر ذا أهمية متزايدة في ظل تفشي الضغوط النفسية والتحديات الاجتماعية التي تواجهها شريحة كبيرة من المواطنين.

طبيب النساء والتوليد (gynécologue): من أجل تقديم رعاية صحية متكاملة للمرأة، بدءًا من متابعة الحمل وحتى رعاية الأمومة.

يُبرز هذا التركيز على العروي أهمية المنطقة في استراتيجية الوزارة لتطوير الرعاية الصحية، حيث تُعتبر هذه التعيينات خطوة مهمة نحو توفير خدمات متخصصة في منطقة كان عليها طول الوقت معاناة من نقص الأطباء.

رغم قلة عدد المناصب الشاغرة التي أعلنت عنها الوزارة، إلا أنها تأتي في ظل واقع مفزع يتمثل في نقصٍ مهول في أعداد الأطباء الاختصاصيين في كافة التخصصات الطبية الحيوية. هذا التفاوت بين العدد المحدود للوظائف المطروحة والاحتياجات الحقيقية يشير إلى أن ملء هذه المناصب ليس مجرد إجراء تقني بل يمثل تحديًا استراتيجيًا يرتبط بعدة عوامل:

ندرة الكفاءات المحلية والمتخصصة: قد يواجه المسؤولون صعوبة في العثور على أطباء مؤهلين للانضمام للمنظومة، خاصةً في تخصصات حساسة مثل الطب النفسي والأمراض السرطانية.

توزيع الكوادر في المناطق النائية: إن حشد الأطباء للعمل في المناطق التي تشهد نقصًا مزمنًا يتطلب حوافز إضافية وظروف عمل تنافسية لجذب الكفاءات.

التحديات الإدارية والتنظيمية: تتطلب إدارة هذه المناصب وضمان استمرارية تقديم الخدمات المتخصصة تخطيطًا دقيقًا واستراتيجيات طويلة الأمد للتدريب والاحتفاظ بالكوادر الطبية.

إلى جانب مستشفى القرب بالعروي، أعلنت الوزارة عن شغل مناصب أخرى في إقليم الناظور، تشمل:

مستشفى القرب بزايو: تعيين طبيب متخصص في التخدير والإنعاش (réanimateur)، والذي يُعد من التخصصات الحاسمة في تقديم الرعاية في حالات الطوارئ والجراحات المعقدة.

المستشفى الإقليمي الحسني بالناظور: تعيين طبيبين في تخصصات:

طبيب الأمراض السرطانية (oncologue): للتعامل مع التحديات المرتبطة بعلاج السرطان وتقديم الدعم الشامل لمرضى السرطان.

طبيب الأمراض الصدرية (pneumologue): لمواجهة المشاكل التنفسية التي تُعتبر من أكثر المشكلات الصحية انتشارًا بين السكان.

على الرغم من أن عدد المناصب المعلن عنها قد يبدو محدودًا مقارنة بالحاجة المتزايدة، فإن كل تعيين يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحسين الخدمات الصحية. ومع ذلك، يجب أن يكون هناك تضافر جهد يشمل:

تحفيز الكفاءات الطبية: من خلال توفير بيئة عمل ملائمة وحوافز مالية ومعنوية لجذب الأطباء للعمل في المناطق التي تعاني من النقص.

تنمية برامج التدريب والتطوير: لضمان إعداد أجيال جديدة من الأطباء المؤهلين تلبية لاحتياجات المنظومة الصحية.

توزيع عادل للكفاءات: بما يضمن تقليل الفجوة بين المناطق الحضرية والنائية واستغلال القدرات الطبية بكفاءة.

يُعد التركيز على مستشفى القرب بالعروي جزءًا من استراتيجية أوسع لتطوير الرعاية الصحية في إقليم الناظور، في ظل مواجهة واقع النقص المهول في الأطباء المتخصصين. ورغم أن عدد المناصب الشاغرة قد يبدو ضئيلاً، إلا أن ملئها بفاعلية قد يمثل شرارة للتغيير تدعو إلى بذل المزيد من الجهود لتوسيع قاعدة الكوادر الطبية، مما يسهم في تحسين مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المنطقة.

إقرأ أيضا

شارك الخبر :

أضف تعليقك أو رأيك

أخبار ذات صلة >

‎من مذكرات المنصوري.. حينما رفض الراحل الحسن الثاني بناء قصر بالناظور بسبب ضريح مهجور لولي صالح

شلل تام في جماعة العروي على أثر الإضراب الوطني بنسبة نجاح 100٪

مجلس جماعة تيزطوطين يعقد دورته العادية لشهر فبراير ويناقش قضايا تنموية هامة

‎الاتحاد المغربي للشغل بالناظور يشارك بقوة في الإضراب الوطني العام