من الفوضى إلى التنظيم الحضري.. محطة جديدة تُغيّر ملامح وسط العروي ومخطط شامل لتنظيم المدينة
تدخل مدينة العروي مرحلة جديدة من التحول في مشهدها الحضري، بعد سنوات من العشوائية والفوضى المرورية، وذلك في إطار برنامج متكامل أعدته جماعة العروي وباشوية المدينة بتنسيق مع مفوضية الشرطة، بهدف إعادة تنظيم المجال العام والسير والجولان.
الخطوة الأبرز في هذا المسار، والتي تمثل نقلة نوعية في التنظيم الحضري للمدينة، هي قرب نقل محطة سيارات الأجرة العشوائية الخاصة بخطوط تيزطوطين والدريوش من وسط شارع الحسن الثاني قرب مقهى “السالمي”، إلى موقع جديد ومنظم بشارع الجيش الملكي، قرب السوق الأسبوعي السابق.
هذا الفضاء الجديد، الواسع والمهيأ، تم تزويده ببنية تحتية مناسبة تشمل:
• مساحة مغطاة
• كراسي انتظار للمسافرين
• مكان منظم لدخول وخروج الطاكسيات
ولم يكن هذا الإجراء منعزلًا، بل جاء ضمن سلسلة من التدخلات الميدانية التي أُطلقت في مختلف أحياء المدينة، أبرزها:
• وضع علامات منع مرور الشاحناتوسط المدينة
• تحويل اتجاه السير بشوارع المسيرةوعبد الكريم الخطابي
• تثبيت علامات “قف” ومنع الوقوففي نقاط الضغط المروري
• تخصيص اماكن خاصة لحافلات نقل المسافرين بشارع الحسن الثاني
• بدء تنفيذ برنامج واسع للتشوير والإرشاد المروري
هذه الإجراءات جاءت استجابة لحالة الاختناق والفوضى التي عاشتها المدينة لسنوات، والتي ساهمت في خلق ثقافة اعتيادية للفوضى لدى المواطنين، حتى أصبحت في أذهان البعض كأنها “وضع طبيعي”، إلا أن الإرادة المشتركة بين السلطات والجماعة أثبتت أن التنظيم ممكن وأن التغيير يبدأ بخطوة.
ويؤمد التنسيق الوطيد بين السلطة المحلية والجماعة والشرطة ان التجارب السابقة الناجحة، مثل تنظيم شارع النرجسونجاح مشروع السوق النموذجي، تُعد دليلًا على أن التنظيم ممكن عندما تتوفر الإرادة والصبر، فهذه الفضاءات كانت تعاني من الفوضى والباعة الجائلين، وكان العديد يعتبر من المتسحيل تنظيمها ،وأصبحت اليوم نموذجًا حضريًا في التنظيم.
رغم أن بعض المواطنين قد يبدون ممانعة في البداية تجاه التغييرات، فإن الواقع أثبت أن كل مشروع إصلاحي حضري يُقابل أولًا بالرفض ثم يتحوّل إلى مكسب جماعي، مع مرور الوقت وظهور آثاره الإيجابية.
وختمت مصادر من داخل السلطات بتأكيد أن هذه الإجراءات لن تتوقف عند هذا الحد، بل ستستمر لتشمل باقي الأحياء والفضاءات، بما فيها تقاطعات خطيرة ونقاط سوداء مرورية، بهدف جعل العروي مدينة حضرية منظمة قادرة على مواكبة النمو الديمغرافي والاقتصادي، إنه تحول بطيء لكنه ثابت ومبني على رؤية حضرية جديدة، من فوضى مستدامة إلى تنظيم يحترم كرامة المواطن وحقه في فضاء عمومي منظم وآمن
ويُحسب في هذا الإطار الدور البارز للسيد باشا مدينة العروي، الذي يتابع شخصيًا مختلف مراحل تنفيذ هذا البرنامج الميداني، ويتدخل في أدق تفاصيله، مما جعل له بصمة واضحة في عدد من الملفات الأساسية التي غيّرت وجه المدينة.
فمن تنظيم السير والجولان، إلى إعادة ترتيب الفضاءات العشوائية، وصولًا إلى الاهتمام بالمساحات الخضراء التي بدأت تعرف تحسنًا ملحوظًا، كان السيد الباشا حاضرًا ومتابعًا، في تناغم تام مع باقي المتدخلين، وهو ما جعل الكثير من المتابعين يعتبرون أن جهود باشوية المدينة تُشكّل اليوم رافعة حقيقية لتأهيل المشهد الحضري لمدينة العروي
أضف تعليقك أو رأيك