لغز ارض “بوعرفة” وسط العروي : هل يتدخل عامل الاقليم لإنقاذ مشروع مركب تجاري من براثن لوبيات العقار؟
تتجه أنظار ساكنة مدينة العروي هذه الأيام إلى قطعة أرضية استراتيجية تقع في قلب المدينة، والمعروفة باسم “بوعرفة”، والتي تحولت منذ سينين إلى بقعة عشوائية تُستغل لتجميع المتلاشيات والنفايات، في مشهد يسيء إلى صورة المدينة ويعطل ديناميتها التنموية. هذه القطعة، التي تعتبر من أملاك الدولة، تمتد بين شارع الزهور (Avenue Ezzohour)وشارع الحسن الثاني، وتتميز بموقع استثنائي يجعلها مؤهلة لاحتضان مشروع اقتصادي طموح يعيد للمنطقة إشعاعها ويحقق مداخيل هامة لجماعة العروي.
ورغم وضوح أهمية هذا المشروع، إلا أن المبادرات الرامية إلى استغلال العقار ظلت تتعثر بشكل مريب، بفعل تدخلات خفية للوبيات العقار، التي تسعى إلى إفشال أي مشروع بلدي حقيقي، خدمة لمصالحها الضيقة، في انتظار تقسيم “كعكة” العقار بشكل يضمن أرباحها الخاصة.
الحلم المؤجل: مشروع المركب التجاري البلدي
المشروع الذي تنادي به الأصوات الغيورة على المدينة يتمثل في مركب تجاري عصري يتكون من:
• مرأب تحت أرضيمن طابق أو طابقين يستوعب ما بين 150 و 200 سيارة، مع مداخل ومخارج ذكية تسهل حركة المرور من مختلف الاتجاهات.
• طابق أرضييحتضن محلات كبرى للملابس والإلكترونيات والمطاعم، مع فضاء داخلي مفتوح (atrium) يتيح الإضاءة والتهوية الطبيعية.
• طابقان علويانيخصصان لمتاجر متوسطة الحجم، مكاتب إدارية، وعيادات طبية، مع إمكانيات للإيجار المرن.
• طابق ثالث ورابعيحتوي على قاعات للمؤتمرات والاحتفالات، فضاءات رياضية، ومطاعم ومقاهي مطلة على المدينة.
• سطح المبنىمهيأ كمقهى مفتوح وحديقة علوية، مما سيعزز من جاذبية المركب.
وسيكون هذا المشروع بمثابة حل عملي لمشاكل الاكتظاظ بشارع الزهور والباعة الجائلين، إلى جانب معالجة أزمة ركن السيارات التي تؤرق الساكنة والزوار ومدخول مهم لجماعة العروي
في ظل هذه المعطيات، تتساءل الساكنة: هل سيتدخل عامل إقليم الناظور لوضع حد لتلاعبات لوبيات العقار؟ وهل ستتمكن جماعة العروي من اقتناء العقار وتحويله إلى مشروع بلدي يعود بالنفع على الجميع بدل أن يظل رهينة للمصالح الشخصية؟
الأمل معقود على أن يتحقق تدخل حاسم من السلطات المحلية والإقليمية والجهوية لدفع هذا المشروع نحو التجسيد على أرض الواقع، وإخراجه من دائرة الحسابات الضيقة إلى أفق التنمية الحقيقية.
إن مشروع الارض المسمات “بوعرفة” ليس مجرد مبنى أو استثمار عقاري، بل هو رهان على مستقبل العروي كمدينة حديثة قادرة على خلق الثروة وتحسين اقتصادها ،فهل نشهد قريبا إرادة سياسية شجاعة تقطع الطريق على المفسدين، وتمنح المدينة ما تستحقه
أضف تعليقك أو رأيك