ودّعت ساكنة مدينة أزغنغان والمدن المجاورة بإقليم الناظور، عصر يوم امس الإثنين 3 مارس الجاري، في جنازة مهيبة، أربعة أفراد من أسرة واحدة، لقوا مصرعهم جراء حادث تسرب غاز البوتان داخل منزلهم بحي “أشبار”، المعروف محليًا بـ”بيبيرو”.
انطلقت مراسم التشييع بعد نقل جثامين الضحايا من مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالناظور، حيث أقيمت صلاة الجنازة بمسجد الحسن الثاني بمركز المدينة. وتقدم الموكب الجنائزي المهيب حشد غفير من المواطنين، بالإضافة إلى أفراد من عائلة الضحايا وفعاليات مدنية من مختلف الجماعات الترابية بالإقليم. وتمت مراسيم الدفن في مقبرة “سيدي أحمد عبد السلام” وسط أجواء مشحونة بالحزن والدموع، إذ لم يتمالك الحاضرون أنفسهم أمام هول الفاجعة التي جاءت في ثاني أيام شهر رمضان المبارك.
كان الأب، الناجي الوحيد من هذه المأساة، حاضرًا في الجنازة رغم حالته الصحية المتدهورة، بعد تلقيه العلاج في قسم الإنعاش بالمستشفى الإقليمي الحسني بالناظور. ورغم ضعفه الجسدي والنفسي، أصر على إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على زوجته وأطفاله الثلاثة، بمساعدة بعض أقاربه الذين ساندوه خلال هذه اللحظات العصيبة.
الضحايا هم أم تبلغ من العمر 50 سنة، وأبناؤها الثلاثة:
الابنة الكبرى 17 سنة، كانت تتابع دراستها بالمستوى أولى باكالوريا بثانوية ابن سينا.
الابنة الوسطى ، 12 سنة، تدرس بالسنة الأولى إعدادي بإعدادية محمد الفاسي.
الابن الأصغر ، 4 سنوات.
أما الأب، الذي نجا بأعجوبة، فيبلغ من العمر 55 سنة، ويعمل بشركة “صوناصيد” بجماعة العروي
الحادثة المفجعة أعادت النقاش حول مخاطر تسرب غاز البوتان في المنازل، حيث دعت فعاليات مدنية إلى توخي الحذر عند استخدام سخانات المياه وأجهزة الغاز، التي تتسبب في حوادث مميتة بصمت. كما طالبت الجهات المختصة بتشديد الرقابة على جودة هذه الأجهزة المعروضة في الأسواق، والتأكد من مطابقتها لمعايير السلامة لتجنب مآسٍ مماثلة مستقبلاً.
رحم الله الضحايا وألهم ذويهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون
أضف تعليقك أو رأيك