زفاف مغربي يُشعل الجدل في فرنسا: بين اتهامات بالفوضى ودعوى ضد العمدة بتهمة التمييز
تحوّل حفل زفاف مغربي نظّم يوم السبت 21 يونيو 2025 بمدينة Lèves التابعة لإقليم Eure-et-Loir بفرنسا، إلى قضية رأي عام بعد أن تقدم عمدة المدينة بشكوى رسمية إلى النيابة العامة، متحدثًا عن “خروقات غير مسبوقة”، فيما أكد العروسان أنهما ضحيتان لتحامل وتمييز، ويعتزمان بدورهما رفع دعوى قضائية ضد رئيس البلدية.
وحسب ما نقلته عدة وسائل إعلام فرنسية، فإن العمدة عبّر عن انزعاجه مما وصفه بسلوكيات خارجة عن المألوف رافقت حفل الزفاف، مشيرًا إلى استخدام الشهب الاصطناعية، وركوب بعض الضيوف فوق أبواب السيارات، ورفع أعلام مغربية وألبانية، إلى جانب احتلال شوارع وساحات مخصصة للراجلين.
كما أثار العمدة تساؤلات بشأن القدرة المالية لبعض الحضور على قيادة سيارات فاخرة، معتبرًا ذلك مثيرًا للريبة، خاصةً أن العروسين يقيمان في سكن اجتماعي بالمدينة. واعتبر الحفل تهديدًا للنظام العام وأعراف المدينة الهادئة، ما دفعه إلى إحالة الأمر على السلطات القضائية.
في المقابل، نفى العروسان كل الاتهامات الموجهة إليهما، وأكدا أن الزفاف تم باحترام وهدوء، مشيرَين إلى أن السيارات كانت مستأجرة وسيارة الزفاف قُدمت كهدية عائلية. كما أوضح الزوج أن إنزال العلم المغربي داخل مقر البلدية تم بطريقة محترمة، بناءً على طلب نائبة العمدة أثناء المراسيم الرسمية.
وفي تصريح لصحيفة Le Parisien، قال الزوج:
“نحن فرنسيون ونفخر بذلك، وزفافنا لم يكن فيه أي تجاوز. زوجتي تعيش حالة من الصدمة والخوف، ونخشى من تعرضنا لمضايقات أو اعتداءات ذات خلفية عنصرية.”
القضية أثارت موجة نقاش على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، حيث اعتبر البعض أن رد فعل العمدة مبالغ فيه ويحمل خلفيات عنصرية أو طبقية، في حين رأى آخرون أن الاحترام للنظام العام يجب أن يُقدَّم على أي احتفالية.
ويبقى الملف مفتوحًا على عدة احتمالات، خاصة مع عزم العروسان على الرد القانوني وطلب الاعتذار الرسمي، في وقت يُتوقع أن تباشر النيابة العامة تحقيقاتها لتحديد ما إذا كانت هناك خروقات حقيقية أو مجرد تهويل إداري مغلّف بالحساسية الثقافية
أضف تعليقك أو رأيك