مدينة العروي تعيش على وقع مأساة جديدة بسبب حوادث السير المتكررة، حيث شهدت ليلة أمس حادثًا أليمًا أودى بحياة شاب لم يتجاوز 16 عامًا بعد اصطدامه بعمود كهربائي أثناء قيادته دراجته النارية، فاجعة لم تقتصر فقط على رحيل الشاب، بل أضافت بعدًا أكثر حزنًا، إذ لم تمر سوى أيام قليلة على وفاة والدته، ليترك بذلك أقاربه وجيرانه في صدمة عميقة.

لم تعد هذه الحوادث مجرد أرقام عابرة، بل تحولت إلى ظاهرة مقلقة تهدد أمن وسلامة المواطنين، خاصة في ظل تزايد عدد الدراجات النارية التي تسير بسرعات مفرطة وسط المدينة، دون احترام قوانين السير أو ارتداء الخوذ الواقية، ويجمع العديد من السكان على أن السرعة والتهاون في القيادة من أبرز أسباب هذه المآسي التي تخلف وراءها أسرًا مفجوعة وأحلامًا تنتهي على قارعة الطريق.

أمام هذا الواقع الخطير، تحاول السلطات الأمنية بمدينة العروي فرض حملات مراقبة مشددة على مستعملي الدراجات النارية لضبط المخالفين، وإلزامهم باحترام قوانين السير، إلا أن هذه الإجراءات غالبًا ما تواجه بالرفض من طرف بعض المواطنين، الذين يرون فيها تضييقًا غير مبرر، في حين أن الهدف الأساسي منها هو حماية الأرواح وتقليل عدد الحوادث.

إن حماية الأرواح يجب أن تكون أولوية قصوى للمجتمع ككل، فبدلًا من الاعتراض على تطبيق القانون، ينبغي تكثيف حملات التوعية بخطورة السرعة وعدم احترام قوانين السير، خاصة في صفوف الشباب، كما أن تفعيل دور الأسرة والمدرسة والجمعيات المدنية في نشر ثقافة السلامة الطرقية أصبح أمرًا ضروريًا للحد من نزيف الأرواح الذي يشهده الشارع العروي يومًا بعد يوم.

فقدان روح واحدة بسبب التهور أو عدم احترام القوانين أغلى من عشرات المخالفات الزجرية، اليوم، مدينة العروي تودع شابًا في مقتبل العمر، لكنها قد تفقد آخرين غدًا إذا لم يتحمل الجميع مسؤوليته في التصدي لهذه الظاهرة القاتلة.

تعازينا الحارة لعائلة الفقيد ، انا لله وانا اليه راجعون