حاجز بين العروي وسلوان… أمنٌ في غير موضعه أم عبء على المارين؟
بقلم: محمد من العروي
بين العروي وسلوان، لا يمر العابر إلا بعد اختبار صبره ورباطة جأشه. هناك، حيث نصب الحاجز الأمني الدائم خيمته، لا يشعر المواطن أنه يمر من طريق، بل وكأنه يعبر حدود دولتين بينهما خصام مزمن.
يُقال إن الحاجز هناك لضمان الأمن، فنسلّم ونحترم. لكن هل الأمن يعني أن نتأخر عن العمل؟ أن نقضي دقائق طويلة في طوابير بلا نهاية، فقط لنُثبت أننا نحمل بطاقة وطنية ما تزال صالحة؟
لا أحد يشكك في أهمية التواجد الأمني. بل كلنا نطالب به، وندعو له.
لكن حين يُنصَب الحاجز في موقع يربك السير، ويخنق الطريق بين مدينتين تتبادلان الأنفاس والأنشطة، فإن المسألة تستحق إعادة نظر، لا إصرارًا أعمى.
تخيلوا: سيارة إسعاف؟ أزمة مَرَضية؟ تأخّر موظف؟ سائق شاحنة يلاحقه وقت التسليم؟
الجميع مطالب بالتوقف، حتى وإن لم يكن في جيبه إلا دعاء “اللهم اجعلنا من المسرعين دون مخالفة”.
ما الجدوى من الحاجز إن كان موقعه يعرقل آلاف المركبات يوميًا؟ وهل نحن نريد أمنًا “يوقف” المدينة؟ أم أمنًا “يحميها دون أن يشعر به أحد”؟
لسنا ضد الحواجز الأمنية. نحن ضد سوء التموضع.
فلِم لا يتم نقله إلى موقع أكثر ملاءمة؟ أو جعله متحركًا؟ أو على الأقل تعزيز تقنيات المراقبة دون خلق اختناق مروري يومي؟
كلمة أخيرة، الأمن لا يجب أن يكون عبئاً، بل طمأنينة.
والمواطن لا ينبغي أن يشعر بأن الطريق إلى سلوان بات يحتاج إلى تأشيرة مؤقتة.
راجعوا الموقع… خففوا العبء… فالأمن الحقيقي لا يُقاس بعدد السيارات المتوقفة، بل بعدد الأرواح التي تمضي بسلام.
أضف تعليقك أو رأيك