جدل مشروع منطقة التنشيط الاقتصادي بالعروي.. الكرة في ملعب من!!!!

أثار مشروع إنشاء منطقة للتنشيط الاقتصادي بجماعة العروي، الذي اقترحه كل من صالح أزروال، نائب رئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق، وزميله بوجدادي يحيى، نقاشًا واسعًا بين مختلف الفاعلين المحليين، خاصة بعد التدوينة التي نشرها أزروال مؤخرًا، والتي انتقد فيها ما اعتبره غياب الإرادة السياسية من طرف مسؤولي جماعة العروي، مما أدى إلى تأخر انطلاق هذا المشروع الطموح.

في التدوينة، أوضح أزروال أن غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق، بدعم من رئيسها محمد قدوري، خصصت في دورتها العادية لشهر أكتوبر 2024 بمدينة الناظور، مبلغًا ماليًا هامًا من فائضها لدعم مشروع إنشاء منطقة للتنشيط الاقتصادي بالعروي. وأكد أن الغرفة توجهت بشكل رسمي إلى جماعة العروي عبر رئيسها، بطلب توفير وعاء عقاري ملائم لاحتضان المشروع، في إطار شراكة متكاملة بين الجهتين.

غير أن التدوينة حملت نبرة انتقاد واضحة لمسؤولي الجماعة، معتبرة أن المقترح لم يلق التجاوب المطلوب ولم يقابل بالإرادة السياسية اللازمة، رغم أهمية المشروع في خلق فرص الشغل وتنشيط الدورة الاقتصادية بالمنطقة.

في محاولة لاستجلاء الرأي الاخر، قمنا بالتوجه إلى مقر جماعة العروي للاستفسار عن موقفها، خاصة وأنها وُجهت إليها اتهامات واضحة بالتقصير. وفي تصريح لمسؤول داخل الجماعة، أكد أن الجماعة ملتزمة بجميع تعهداتها في إطار اتفاقية الشراكة “اطار” مع غرفة الصناعة التقليدية لجهة الشرق التي صادق عليها مجلس جماعة العروي في احدى دوراته ، مشيرًا إلى أن الجماعة تمتلك بالفعل عقارًا محفظًا باسمها في حي العمران، جاهزًا لاحتضان المشروع بمجرد التزام الغرفة بتوفير التمويل اللازم والشركاء المطلوبين، واتمام الاجراءات والمساطر القانونية

كما أوضح أن الغرفة كانت قد طلبت تخصيص قطعة أرضية وسط المدينة لإنشاء “قرية للصناع التقليديين”، وهو مشروع رحبت به الجماعة، إلا أنه تعذر العثور على عقار خالٍ من النزاعات القانونية في وسط المدينة، نظرًا لكون أغلب الأراضي إما مملوكة للخواص أو تابعة لأملاك الدولة، مما جعل الأمر معقدًا على المستوى العملي.

وأضاف ذات المصدر أن التنسيق بين رئيس جماعة العروي ورئيس الغرفة مستمر بشكل إيجابي، وأن رئيس الجماعة لم يتخلف عن حضور المعارض التي نظمتها الغرفة في الناظور وزايو وايضا تقديم الدعم للمعرض المنظم بالعروي والذي كان ناجحا، وهو مؤشر على التزامه بدعم الصناع التقليديين بالمدينة

وفيما يخص منطقة لتنشيط الاقتصادي بالعروي، أكد نفس المسؤول أن الجماعة ملتزمة باتفاقية الإطار مع الغرفة، وأنها وضعت العقار المحفظ رهن إشارة الغرفة فور توفيرها للتمويل اللازم وعقد الشراكات المطلوبة، مشددًا على ضرورة التنسيق مع عامل الإقليم لدفع المشروع نحو التنفيذ، خاصة وأن عامل الإقليم معروف بدعمه لمثل هذه المشاريع.

في سياق متصل، أعلنت غرفة الصناعة التقليدية بجهة الشرق عن عقد اجتماع لمكتبها التنفيذي بمقر جماعة زايو، الاثنين المقبل، لمناقشة مجموعة من القضايا، من بينها إحداث مركب للصناعة التقليدية بزايو، والمساهمة في إحداث حي للتنشيط الاقتصادي بجماعة أولاد ستوت، وهو ما قد يشكل فرصة جديدة لحلحلة ملف العروي وإعادة النظر في العقبات التي تعترض تنفيذه

يبقى السؤال الآن حول مدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات التقنية والإجرائية التي تعرقل المشروع، وضمان توفير التمويل اللازم والشركاء القادرين على دعمه، خاصة في ظل الحاجة الملحة لخلق فرص الشغل وتنشيط الاقتصاد المحلي بالمنطقة.

هل سيتحقق الحلم في خلق حي تنشيط اقتصادي بالعروي؟ أم ستظل الفكرة مجرد مبادرة على الورق تنتظر من ينتشلها من رفوف المكاتب إلى واقع ميداني ملموس؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة ، فيما تعكس المؤشرات الاخيرة بان جماعة زايو واولاد ستوت الاقرب الى تحقيق منطقة لتنشيط الاقتصادي وتمويلها من طرف الغرفة بعد تنظيم المعرض الاخير ونجاحه بزايو، وايضا عقد اجتماع المكتب التنفيذي للغرفة بمقر جماعة زايو، في انتظار السير على نفس المنوال لتفعيل مشروع منطقة التنشيط الاقتصادي بالعروي