في خطوة استباقية لمواجهة محاولات الهجرة غير النظامية، قامت السلطات المغربية بتشديد التدابير الأمنية ليلة عيد الفطر في المناطق المحيطة بمدينة الفنيدق ومنطقة بليونش القريبة من مدينة سبتة المحتلة، وذلك بهدف تعزيز الأمن وضبط الحدود خلال فترة تُعتبر حساسة بسبب استغلالها المتكرر من قِبل المهاجرين غير النظاميين.
التحركات الأمنية شملت انتشاراً مكثفا لعناصر الأمن الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة، إلى جانب إقامة نقاط تفتيش إضافية على الطرق الرئيسية والفرعية المؤدية إلى المناطق الحدودية، كما تم تعزيز المراقبة باستخدام تقنيات متطورة مثل الكاميرات الحرارية والطائرات بدون طيار، مما أسهم في تغطية شاملة للمنافذ المحتملة للتسلل.
وأوضحت مصادر محلية أن هذه الإجراءات الأمنية نجحت في إحباط أي محاولات للهجرة السرية خلال تلك الليلة، حيث لم تُسجل أي حالات تسلل إلى المناطق المستهدفة، وكشف أحد المهاجرين غير النظاميين أنه فوجئ بالوجود الأمني المكثف، الذي شمل حتى المسالك الجبلية التي كانت تُعتبر سابقا ممرات آمنة، فيما أشار آخر إلى أن التشديد الأمني جعل من المستحيل تقريباً عبور الحدود.
التنسيق الوثيق بين مختلف الأجهزة الأمنية، بما في ذلك القيادة الجهوية للدرك الملكي والسلطات المحلية والقوات المسلحة الملكية، كان عاملاً حاسماً في نجاح هذه العمليات، حيث أشادت السلطات المحلية بهذه الجهود، مؤكدة أنها ساهمت في ضمان أجواء آمنة خلال مناسبة عيد الفطر، وأظهرت التزام المغرب بمكافحة ظاهرة الهجرة غير النظامية بحزم.
تأتي هذه التحركات ضمن إطار الاستراتيجية الوطنية التي تعتمد على مزيج من التدابير الوقائية والردعية، مع احترام حقوق الإنسان ومراعاة البعد الإنساني لهذه الظاهرة، وتسعى السلطات المغربية من خلال هذه الجهود إلى تحقيق توازن بين ضبط الحدود وضمان الأمن الوطني، مع الإسهام في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية المرتبطة بالهجرة غير النظامية.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب يواصل تعزيز تعاونه مع الشركاء الإقليميين والدوليين لمواجهة هذه الظاهرة، مع التركيز على معالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية وتعزيز التنمية المستدامة في المناطق التي تُعتبر مصدراً رئيسياً للمهاجرين.
أضف تعليقك أو رأيك