قال وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، إن هناك حاجة إلى بناء مزيد من المساجد في المغرب، نتيجة تزايد النمو الديمغرافي، والتوسع العمراني، وإقبال المغاربة على التدين، معبّرا عن عدم رضاه عن غياب التناسبية بين عدد المساجد وعدد السكان في بعض المناطق.
وأفاد التوفيق، في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بـ”ليلة المساجد”، مساء أمس الأربعاء بمدينة الرباط، بأن “هناك حاجيات جديدة من المساجد نتيجة تزايد السكان ونحمد الله على ذلك، فبقدر ما يتزايد السكان نحتاج إلى مزيد من المساجد”.
ولا يرتبط ارتفاع الطلب على المساجد بزيادة عدد السكان فقط، بل بتزايد إقبال المغاربة على التدين كذلك، وهو ما أكده وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بقوله: “في الحقيقة الحاجة إلى المساجد هي أكثر من نسبة الزيادة في السكان، وهذا يعكس الحرص على التدين عند هذه الأمة”.
وتقدّر احتياجات المغرب من المساجد في أفق سنة 2030 بـ840 مسجدا، أي ما يناهز 120 مسجدا حضاريا جديدا في كل سنة، بحسب المعطيات التي قدمها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وعبّر المسؤول الحكومي ذاته عن أسفه لقلة أو غياب المساجد في بعض المناطق الحضرية وفي العديد من الدواوير، “بينما في جهات أخرى نجد أن هنالك تشتتا للسكن، فتجد قرية تشتَّت سكانها، وبعد أن كان فيها مسجد واحد صار فيها خمسة أو ستة مساجد”، على حد تعبيره.
وأفاد وزير الأوقاف بأن الخصاص من المساجد في المغرب حاليا يقدر بـ1232 مسجدا، لافتا إلى أن تدبير المساجد “يعتبر من التحديات الكبرى التي نحاول رفعها في وزارة الأوقاف، بعون إخواننا وأخواتنا المحسنين والمحسنات، فنحن لسنا وحدنا، لأن روح هذا البلد تحمل هذه الأريحية، لا سيما في بناء المساجد”.
وخلال الحفل الديني المقام بمناسبة ليلة المساجد، قدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية شريطا وثائقيا حول الزليج المغربي، وهو الموضوع الذي اشتغلت عليه الوزارة منذ سنتين، حيث أصدرت أيضا كتابا في الموضوع.
وتعليقا على الشريط، قال التوفيق: “لقد منّ الله على وزارة الأوقاف أن اهتمت بهذه المسألة (الزليج المغربي) منذ سنتين، وطلبت من أحد كبار مْعلمي الزليج والفنون التقليدية أن يسمح لها بتصوير مجموعته للزليج، وهو من أسهم في صنع زليج مسجد الحسن الثاني وعدد كبير من المعالم الفنية في المملكة”.
وعلى إثر ذلك، يردف وزير الأوقاف، تم إخراج كتاب فريد من نوعه حول الزليج المغربي، باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية، يتضمن دراسة لمختصين، كما يضم 600 شكل من أشكال الزليج التي أبدعها المْعلم مولاي حفيظ الطيب العلوي.
واستطرد قائلا: “يضم الكتاب أسماء كل شكل من أشكال الزليج ولا يعرفها الناس، فكل شكل من هذه الأشكال له اسم عند أهل هذه الصنعة، وهي في الحقيقة صناعة توارثها الأبناء عن الآباء عن الأجداد، وفيها جمالية لها علاقة بالعبادة وبالبهجة التي هي فرح المسلمين بدينهم”.
واعتبر وزير الأوقاف أن “الزليج المغربي يحمل آيات من هذا التجلي، وهو تعبير ليس محسوبا مسبقا، فيمكن للمهندسين الآن والخبراء أن يشتغلوا عليه، ولكنه بالنسبة للمعلمين هو فيْض من أنفسهم”.
ويتوفر المغرب على أكاديمية للفنون التقليدية بمدينة الدار البيضاء تضم وحدة لصناعة الزليج التقليدي، قال وزير الأوقاف إنها خرّجت إلى حد الآن عشرة أفواج من المتخصصين في مختلف فنون هذه الصناعة، المكتسبين لمهارات جديدة لم تكن للمعلمين السابقين، وكُتب لها أن تستمر في هذه الأمة”.
اهتمام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالزليج المغربي التقليدي، وتقديم شريط وثائقي عنه في ليلة المساجد، يأتي في ظل محاولات جهات خارجية نسبة هذه الصناعة إلى نفسها، وهو ما دفع الحكومة، ممثلة في وزارة الثقافة، إلى التحرك لحماية هذا التراث.
وشدد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على أن “الكلام عن الزليج المغربي هو كلام عن شيء نابع من عبقرية هذه الأمة للتعبير عن فرح بالمسجد وفرح بما يجري في بيوتنا تعكسه هذه الألوان وهذه التناغمات والتناظرات التي تعكسها جزئيات الزليج”.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار