بمنطقة أولاد شعيب بسلوان.. تفاصيل وضع حد لمحتال محترف وتاجر مخدرات متابع بازيد من 20 مذكرة
في إطار عملياتها المتواصلة لمحاربة الهجرة غير النظامية والتصدي لظاهرة النصب التي تستهدف فئة الشباب الباحث عن مستقبل أفضل، أوقفت عناصر الشرطة القضائية التابعة للأمن الجهوي بالناظور، عشية الأحد 29 يونيو الجاري، شخصًا يُشتبه في تورطه في قضايا نصب واحتيال خطيرة والاتجار بالمخدرات القوية، وذلك بمنطقة أولاد شعيب التابعة لجماعة سلوان.
المعني بالأمر، حسب مصادر موثوقة، كان يوهم ضحاياه بقدرته على تهجيرهم إلى الضفة الأخرى من المتوسط، عبر رحلات غير نظامية ينظمها بتنسيق مع شبكات مزعومة تنشط في التهريب عبر البحر، مقابل مبالغ مالية كبيرة. وقد وقع في شراكه عدد من الشباب، الذين دفعهم اليأس والحاجة إلى تصديق وعوده، قبل أن يُكتشف أن كل ما يدعيه لا أساس له من الصحة.
التحقيقات الأولية كشفت أن المتهم كان يستدرج ضحاياه بأسلوب احترافي، مستغلًا هشاشتهم النفسية والاجتماعية، ومُروّجًا لقصص مفبركة يوهمهم من خلالها بعلاقاته مع شبكات دولية للهجرة السرية.
لكن الأسوأ، حسب ذات المصادر، أن المحتال لم يكن يكتفي بالاحتيال المالي فقط، بل كان يُقدِم على تعنيف بعض الضحايا جسديًا بعد سلبهم أموالهم، ثم يختفي عن الأنظار في محاولة للإفلات من أي متابعة قانونية.
بيّنت المعطيات المتوفرة أن المشتبه فيه ذو سوابق في مجال النصب والاحتيال، ويرجح تورطه في قضايا مماثلة لا تزال قيد التحقيق، الأمر الذي يُؤكد أنه لا يشتغل بشكل فردي فقط، بل قد يكون جزءًا من شبكة أو مجموعة تستهدف الشباب الحالم بالهجرة.
وقد تم وضع المعني بالأمر تحت تدابير الحراسة النظرية، رهن إشارة البحث الذي يُجرى تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل التحريات الميدانية لتحديد جميع الضحايا المحتملين، وكشف امتدادات هذه الشبكة الإجرامية إن وجدت.
الضحايا في هذه القضايا ليسوا مجرد أفراد تعرضوا للنصب، بل شباب وجدوا أنفسهم محاصرين بواقع اجتماعي واقتصادي صعب، دفعهم إلى التعلق بأي أمل، ولو كان زائفًا. ومن هذا الواقع تنبع خطورة هذه الجرائم، التي تُضرب فيها الثقة وتُستغل فيها الحاجة بأبشع الطرق.
تندرج هذه العملية في سياق الاستراتيجية الأمنية التي ينهجها الأمن الجهوي بالناظور، لمحاربة كافة أشكال الجريمة المنظمة، خصوصًا تلك المرتبطة بالهجرة السرية والاتجار في الأوهام التي تُباع للفئات الهشة.
وتبقى هذه الجهود بحاجة ماسة إلى وعي جماعي وتحسيس دائم، لتجنيب الشباب الوقوع في فخاخ شبكات الإجرام، ولضمان أن تبقى سلوان والناظور عامة، مناطق آمنة وخالية من المحتالين والمتربصين بأحلام البسطاء.
أضف تعليقك أو رأيك