كشفت نتائج الإحصاء العام للسكنى والسكان لسنة 2024 عن انخفاض في عدد سكان جماعة العروي بإقليم الناظور، حيث سُجل 46,540 نسمة هذا العام مقارنة بـ 47,599 نسمة في عام 2014، بفارق قدره 1059 نسمة خلال عشر سنوات. في الوقت الذي كان يُتوقع فيه أن تعرف المدينة نمواً سكانياً، يُظهر هذا التراجع قلقاً بشأن العوامل التي قد تكون وراءه، خاصة مع الإشارة إلى العدد المحدود من الأجانب المقيمين، والذي بلغ ثمانية أشخاص فقط.
يبدو أن أحد أبرز العوامل التي يمكن أن تُفسر هذا الانخفاض هو الهجرة الشبابية المتزايدة نحو الخارج، حيث أصبحت العروي، على غرار مدن أخرى في المنطقة، تشهد موجة من هجرة الشباب بحثاً عن فرص أفضل في أوروبا. وقد دفع الوضع الاقتصادي وتحديات البطالة العديد من الشباب إلى اتخاذ قرار الهجرة، أملاً في مستقبل أكثر استقراراً وازدهاراً، وهو ما أفرغ المدينة تدريجياً من طاقاتها الشابة.
تعاني جماعة العروي من نقص في المشاريع التنموية والاستثمارات التي قد تُساهم في توفير فرص عمل للسكان، خصوصاً الشباب. ويمثل هذا الواقع عاملاً دافعاً للهجرة، حيث يشعر العديد من السكان بأن فرص العمل والتنمية تظل محدودة، ما يجعلهم يُفكرون في الهجرة كخيار للتغلب على التحديات الاقتصادية.
يمثل تراجع عدد السكان في العروي مؤشراً على نزيف سكاني قد تكون له آثار سلبية على المجتمع المحلي، مثل تقلص قاعدة القوى العاملة ونقص في مساهمة الشباب في تطوير الجماعة. وقد يؤثر هذا الانخفاض في مستوى الخدمات والتنمية المستقبلية، مع تراجع الطلب على بعض الخدمات الأساسية والتراجع في الإيرادات المحلية.
يحتاج الوضع الحالي إلى تدخل عاجل من السلطات المحلية ووضع استراتيجيات لجذب الاستثمارات وتوفير الفرص الاقتصادية للسكان المحليين. كما أن تشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتهيئة بيئة ملائمة للشباب قد يساهم في خفض الهجرة وتثبيت السكان.
يأتي هذا التراجع في عدد سكان العروي ليُدق ناقوس الخطر ويحث المسؤولين على اتخاذ تدابير مستدامة لاحتواء الظاهرة ومعالجة الأسباب التي تدفع الشباب إلى الهجرة، سعيًا نحو مستقبل أفضل للمدينة وسكانها.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار