النظام الصحي بالناظور في مواجهة إنسانية غائبة مأساة شاب مريض نفسي بالعروي بين غياب الاختصاص ورفض الحالات

البارح، وقعات واحد الواقعة المؤسفة فمدينة العروي، اللي عرات على واقع مرير كايعيشوه بزاف العائلات مع مرضاهم اللي كايعانيو من اضطرابات نفسية. شاب يالله دار 18 سنة، كايعاني من مرض نفسي، دخل في نوبة هيجان عنيفة نوض روينة فدارهم، وحتّى من شدّة الهيجان تكسرات ليه يدو. العائلة اللي تقهرت معاه بزاف ما لقاتش حل، واضطرت تعيط للشرطة.

الشرطة مشكورة تدخلات بسرعة، وهادشي مع حضور ممثل السلطة المحلية، وقدرو يسيطرو على الوضع ونقلوه للمستشفى ديال الأمراض النفسية فالعروي، ولكن هنا بدات المعاناة الحقيقية، المستشفى رفض استقباله بداعي أنه عندو كسر، وقالو خاصو يتعالج من الكسر أولاً.

العائلة، بمعية الشرطة والسلطة المحلية، هزو الشاب لقسم المستعجلات، في حالة هيجان كبيرة. الأطباء أكدو أن عندو كسر فإيديه، ولكن العلاج خاصو طبيب اختصاصي فالعضام، اللي للأسف مكاينش فمستشفى العروي، الحل الوحيد كان هو التوجه للمستشفى الإقليمي فالناظور، ولكن حتى قبل ما يمشيو، جاهم الرد، الطبيب ديال العظام مكاينش فالمستشفى الحسني!

العائلة والشرطة والسلطة بقوا حايرين، واش يمشيو للمصحات الخاصة؟ ولكن الوضع المادي ديال العائلة ما يسمحش، اضطروا يرجعوه مرة أخرى لمستشفى الأمراض النفسية، ولكن المستشفى رفض للمرة الثانية استقباله. بقوا ساعة كاملة قدّام البوابة، فالبرد والمعاناة، بدون أي نتيجة، في الأخير، الشرطة قررت ترجّع الشاب لدارهم، مع وعد بالتدخل السريع إذا تدهورات الحالة النفسية ديالو، وخلاو العائلة تواجه مصيرها مع الكسور والهيجان.

الواقع اللي كيحرق القلب

الشرطة، السلطة المحلية، والجماعة دارو المستحيل، ولكن القطاع الصحي فضح الحقيقة المرة، لا مستشفى الأمراض النفسية، لا مستشفى العروي، لا الحسني بالناظور قدر يقدم الحل، كيبان واضح أن المواطن اللي ماعندوش فلوس كيتسنى “القدر” يفك أزمته.

بحال هاد المواقف كاتخلّيك تتساءل، إلى مكانش جيبك عامر، شكون غادي يوقف معاك؟ واش حتى على المرض النفسي ولا العظام خاصك تدفع الثمن بصحتك وكرامتك؟ هادشي راه لي كايخلّي الناس كيتسطاو فبلادهم، الحاجة الوحيدة اللي كتأكد هنا، هي أن النظام الصحي ديالنا خاصو إصلاح عاجل، وإلا غادي نبقاو فهاد الحلقة المفرغة ديال المعاناة واللامبالاة.