في الوقت الذي تشهد فيه جهة الشرق رصد استثمارات ضخمة لتأهيل بنياتها التحتية الرياضية، يتجدد الجدل حول التهميش المستمر لإقليم الناظور. آخر هذه المبادرات إعلان برنامج كبير لتأهيل مدينة وجدة، يتضمن مشروعًا ضخمًا لتحديث ملعبها بغلاف مالي يقدر بـ30 مليار سنتيم. المشروع، وفق ما أوردته قناة الأولى، يتضمن إمكانية رفع سعة الملعب إلى 45,000 مقعد، مع وعود بتجهيزات متطورة تضاهي الملاعب الكبرى بالمملكة.
في المقابل، يظل الناظور، ثاني أكبر مدينة بجهة الشرق، خارج حسابات التنمية الرياضية، دون أي مشروع مماثل أو خطة لتشييد ملعب كبير يخدم احتياجات الساكنة والشباب. رغم المطالب المتكررة من الجمعيات الرياضية والفعاليات المحلية، لم تُعلن حتى الآن أي ميزانية لتأهيل البنية الرياضية بالإقليم، ما يعكس تجاهلًا واضحًا لاحتياجاته التنموية.
يُعد إقليم الناظور منطقة ذات إمكانات اقتصادية وسكانية هائلة، حيث يضم مرفأ الناظور المتوسط، ومطارًا دوليًا يشهد تطورًا مستمرًا في حركة المسافرين. ومع ذلك، يظل الناظور غائبًا عن البرامج التنموية التي تستهدف تعزيز البنية الرياضية بالجهة. هذا الوضع يثير استياء سكان المنطقة الذين يرون أن مدينتهم تستحق منشآت رياضية تتناسب مع حجمها وأهميتها الاقتصادية.
قرار تخصيص 30 مليار سنتيم لتأهيل ملعب وجدة يعكس، مرة أخرى، انحيازًا واضحًا في توزيع المشاريع والموارد بجهة الشرق. بينما تتعزز البنية الرياضية بوجدة وتُخصص ميزانيات ضخمة لتطويرها، تظل مشاريع الناظور حبيسة الوعود دون تنفيذ فعلي. هذا الأمر يطرح تساؤلات حول العدالة في توزيع الاستثمارات داخل الجهة، وحول مدى قدرة ممثلي الناظور على الدفاع عن مصالح الإقليم أمام الجهات المركزية.
في ظل هذه المعطيات، يتساءل سكان الناظور: إلى متى سيظل الإقليم خارج معادلة التنمية الرياضية بجهة الشرق؟ وهل يمكن أن تشهد السنوات المقبلة التزامًا حقيقيًا من الجهات المسؤولة لتصحيح هذا الوضع؟ الحاجة إلى ملعب كبير ومرافق رياضية حديثة باتت مطلبًا ملحًا لساكنة الناظور، وليس مجرد رفاهية.
يبدو أن تنمية جهة الشرق ستظل غير مكتملة ما دامت مدينة الناظور مستبعدة من المشاريع الكبرى، مما يعزز شعور سكانها بالتهميش ويؤجج المطالب بضرورة إعادة النظر في سياسات التنمية الإقليمية لتحقيق توزيع أكثر عدالة للموارد والفرص
أضف تعليقك أو رأيك