‎الملعب الكبير للناظور بين الواقع والحلم والتفعيل

Nador

الأخبار55 - ربيع بنهدي

في كل مناسبة رياضية أو استحقاق محلي، يتجدد مطلب بناء ملعب كبير يليق بإقليم الناظور وساكنته، ليعود النقاش إلى الواجهة مجددًا بين مؤيد ومعارض، وبين وعود تُقدَّم وأخرى تُنسى، وبين حسابات سياسية تطفو على السطح كلما طُرح هذا الملف للنقاش

بالبحث في تاريخ هذا المطلب، نجد أن مشروع بناء ملعب كبير بالناظور لم يكن مجرد فكرة عابرة، بل كان محط اتفاقيات شراكة مع عدة جهات متدخلة، حيث تم اختيار بقعة أرضية بجماعة العروي، وهي قطعة محفظة تتوفر على ولوجيات جيدة، وتتوسط إقليم الناظور، مما يجعلها خيارًا استراتيجيًا يمكن أن يخدم فرق الإقليم وفرق إقليم الدريوش كذلك

رغم كل هذه المعطيات، بقي المشروع معلقًا بين أروقة الإدارات، حيث أن المشكلة لم تكن يومًا في الموقع، بل في غياب التمويل وإرادة وزارة الداخلية على المستوى المركزي لتفعيله. فكلما أثير النقاش حوله، كان يتم احتواؤه عبر توقيع اتفاقيات تُهدئ الأوضاع مؤقتًا، ثم يتم نسيانها مجددًا دون أي خطوات عملية

في الآونة الأخيرة، عاد النقاش مجددًا، لكن هذه المرة انقسمت الآراء بين من يطالب ببناء الملعب داخل جماعة الناظور، وبين من يرى أن الأهم هو إنجاز المشروع بغض النظر عن موقعه، طالما أنه سيخدم الإقليم ككل، خصوصًا أن الناظور ليس إقليمًا شاسع المساحة، والفوارق الجغرافية بين الجماعات لا تتعدى كيلومترات قليلة، مع وجود طرق ومواصلات تربط بينها بسهولة

لكن بالعودة إلى الواقع، فإن جماعة الناظور لا تتوفر على عقار جاهز لهذا المشروع، كما أن أغلب الأراضي المتاحة داخلها، خصوصًا المحاذية لبحيرة مارتشيكا، إما في ملكية الخواص بأسعار مرتفعة جدًا، أو أنها ذات طبيعة بنيوية مكلفة للبناء. هذا يعني أن اقتناء العقار سيحتاج إلى ميزانية ضخمة، وهو ما سيشكل عبئًا على الجماعة لسنوات، مما سيؤثر على المشاريع التنموية الأخرى داخل المدينة

إضافة إلى ذلك، فإن الملاعب الكبرى غالبًا ما يتم بناؤها خارج المدن الكبرى لأسباب أمنية ولوجيستية، وهو ما يجعل فكرة تشييد ملعب داخل جماعة الناظور غير عملية، بالنظر إلى ارتفاع تكلفة العقار والتهيئة والولوجيات

إذا تجاوزنا الحسابات السياسية والنقاشات الجانبية، فإن الحل الأكثر براغماتية هو المضي قدمًا في تنفيذ المشروع في الموقع الذي تتوفر فيه كل الشروط، وهو جماعة العروي، التي تقدمت بصفة رسمية للجهات المختصة بعرض الأرض المحفظة والخالية من النزاعات، والتي تتموقع وسط الإقليم، مع توفرها على ولوجيات متعددة، منها طريق بعرض 80 مترًا، وخط السكة الحديدية الذي سيمر إلى ميناء الناظور غرب المتوسط

هذا الخيار الواقعي يضمن إنجاز ملعب كبير بسعة 20 ألف متفرج، مع إمكانية التوسعة مستقبلاً، ليصبح فضاءً رياضيًا يليق بإقليم الناظور، ويخدم تطور الفرق المحلية التي تلعب في مختلف المستويات، وعلى رأسها الفتح الناظوري الذي لا يحظى بالدعم الإعلامي والرياضي الكافي

إلى جانب بناء ملعب كبير، لا يمكن إغفال المطالب الأخرى المتعلقة بتأهيل الملعب الجماعي للناظور المدينة وتحسين مرافقه، إضافة إلى دعم ملاعب القرب داخل الأحياء والجماعات، لأنها تلعب دورًا أساسيًا في توفير فضاءات رياضية للشباب، وتساهم في تطوير المواهب الكروية محليًا

المطالبة بملعب كبير للناظور حق مشروع، لكنه يجب أن يكون مبنيًا على رؤية واقعية بعيدًا عن الحسابات السياسية. يجب أن يكون التركيز على إنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن، في المكان الذي تتوفر فيه كل الإمكانيات اللوجستية والمالية، بدل الاستمرار في تأجيله والدخول في صراعات ثانوية قد تؤدي إلى فقدان هذه الفرصة التاريخية لتنمية الرياضة في الإقليم

إقرأ أيضا

أضف تعليقك أو رأيك

أخبار ذات صلة >

أمل العروي يواصل نزيف النقاط: خسارة جديدة تعمق أزمة الفريق

وجدة، الحسيمة والعيون ضمن الخيارات لاستضافة مواجهتي المغرب ضد النيجر وتنزانيا

الأمل الرياضي العروي يعزز صفوفه بتعاقدات جديدة قبيل الشطر الثاني من البطولة

‎بعد تأهل بركان.. كابوس “قميص الخريطة” يطارد الجزائريين