العروي… مدينة منكوبة إسعافيًا: سيارات إسعاف الجماعة تنوب عن الوقاية المدنية وسط صمت غير مفهوم

العروي… مدينة منكوبة إسعافيًا: سيارات إسعاف الجماعة تنوب عن الوقاية المدنية وسط صمت غير مفهوم

الأخبار55 - ربيع بنهدي

العروي… مدينة منكوبة إسعافيًا: سيارات إسعاف الجماعة تنوب عن الوقاية المدنية وسط صمت غير مفهوم

تعيش مدينة العروي، القطب الحضري الثاني بإقليم الناظور، وضعًا شاذًا ومثيرًا للغضب فيما يتعلق بالتدخلات الإسعافية لحوادث السير، في مشهد لا يمت للمعايير المهنية ولا للعدالة المجالية بصلة.

ورغم أن نقل المصابين وإسعافهم ميدان اختصاص واضح للوقاية المدنية، إلا أن سيارات إسعاف الجماعة هي من تتولى، عمليًا، مهمة إجلاء المصابين بالشوارع، في غياب مريب وتام لسيارات الوقاية المدنية القادمة من سلوان، والتي غالبًا ما “تتبخر” فور وصولها حدود العروي دون أي أثر.

اليوم الاثنين، سجلت العروي ثلاث حوادث متفرقة: الأولى لطفلة أصيبت بشارع الحسن الثاني صباحًا إثر صدمها بسيارة، والثانية أمام ثانوية ابن الهيثم بعد سقوط تلميذ من دراجته الكهربائية “تروتينيت”، والثالثة مساء بشارع محمد الخامس بسبب حادث آخر مماثل.

في جميع هذه الوقائع، تأخرت سيارات الإسعاف الرسمية لأكثر من ساعة ، لتتدخل – مجددًا – سيارة إسعاف الجماعة، التي يقودها سائقون يضطرون للعب دور المسعف والمنقل في آن واحد، رغم افتقارهم لأدنى تكوين طبي أو قانوني، مما يعرضهم دومًا لمتابعات قضائية هم في غنى عنها.

هذه الوضعية الشاذة تطرح علامات استفهام كبرى حول تهاون مصالح الوقاية المدنية بسلوان تجاه ساكنة العروي، بعكس ما يجري في مدن مجاورة كسلوان، بني انصار، أزغنغان، الناظور وزايو، حيث تؤدي سيارات الوقاية المدنية دورها المهني الكامل في نقل المصابين، وتترك لسيارات الجماعة مهمة نقل الموتى أو الحالات غير المستعجلة نحو مستشفيات بعيدة كوجدة أو الرباط.

فضيحة العروي ليست وليدة اليوم، بل هي نتيجة تراكمات من التماطل، أبرزها تقاعس الوقاية المدنية عن بناء مقر خاص بها بالمدينة رغم الوعود المتكررة، وكذا غياب سيارات إسعاف مجهزة ومخصصة للتدخل السريع.

اليوم، تجد جماعة العروي نفسها بين مطرقة الالتزام بإنقاذ الأرواح عبر سياراتها البسيطة، وسندان احترام القوانين التي تحصر هذه المهام في جهاز الوقاية المدنية. وضع يجعل العروي أشبه بجماعة قروية معزولة، لا بمركز حضري حيوي يضاهي أهم المدن بالإقليم.

أمام هذا الاستهتار الصارخ، بات لزامًا على عامل إقليم الناظور التدخل العاجل لإنهاء هذه المهزلة، وضمان توفير خدمات إسعافية تحفظ كرامة وأرواح سكان العروي، الذين سئموا من التعامل معهم كمواطنين من الدرجة الثانية

إقرأ أيضا

أضف تعليقك أو رأيك

أخبار ذات صلة >

ندوة علمية بالناظور تناقش تحولات الشعر المغربي المعاصر من خلال مؤلف “كيمياء الشعر” للأستاذة إلهام

أزيد من 100 امرأة تتوج بتكوين مهني في حفل تخرج بسلوان

عامل إقليم الناظور والوفد المرافق له في زيارة ميدانية لمركز الاشخاص في وضعية اعاقة بالعروي

جهود في مكافحة داء السل: خرجات تحسيسية وتكوينية لتعزيز قدرات الأطر الصحية بالعروي

حاسي بركان تحتضن قافلة طبية متعددة التخصصات لفائدة ساكنة الجماعة

توصلنا بصرخة أم مشردة في الشارع بمدينة العروي : سيدة بدون مأوى وطفلها المعاق ينتظران رحمة القلوب الطيبة