العروي.. مدينة تنهشها المعاول الهدامة
مدينة العروي، تلك الرقعة الصغيرة التي يزعم الجميع حبها والغيرة عليها، تعيش مفارقة غريبة. الجميع يظهرون الولاء لها ويتغنون بحبها، لكن في المقابل، يحمل الكثيرون معاول الهدم ويكسرون كل مبادرة تحاول أن تزرع فيها الأمل.
الأمر أصبح معقدًا، لا يمكن تصور حجم الضغط الذي يواجهه أولئك الذين يجرؤون على التحرك، الذين يبادرون ويصنعون الفرق. كل خطوة نحو الأمام تقابلها عشر خطوات نحو الخلف، وكل فكرة تولد تجد نفسها محاصرة بين الفؤوس والمعاول التي لا تتوقف عن الهدم.
المشكلة الحقيقية أن الخلل غير معروف، لا أحد يستطيع تحديد أين يكمن العطب. الجميع يدّعي الدفاع عن المدينة، لكن في الحقيقة، كل شخص يعتقد أنه الوحيد الذي يعرف مصلحتها، في حين أنه قد يكون من بين أولئك الذين يضعون الأحجار في طريق التغيير.
المدينة ليست ملكًا لشخص أو مجموعة، هي للجميع، لكنها اليوم تبدو وكأنها ساحة معركة، كل طرف يحمل فأسه ويحاول فرض رؤيته على حساب الآخرين، حتى وإن كان ذلك يعني تدمير ما تبقى من الأمل فيها.
إذا استمر هذا الوضع، فإن أولئك الذين يبادرون ويتحركون قد يتوقفون قريبًا، لأنهم ببساطة قد يجدون أنفسهم محاصرين بضغط لا يُطاق.
العروي تحتاج إلى عقلية جديدة، إلى تعاون حقيقي، إلى صدق في النوايا، وإلى شجاعة في مواجهة الحقيقة بدلًا من تكسير أجنحة الطموح
أضف تعليقك أو رأيك