تحول اسم “الزغبوبي محمد”، إلى مادة دسمة تنشرها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وذلك نظرا لاستقطابها لمئات الآلاف من الزوار، فيما تحولت الصفحة الرسمية للمذكور إلى منصة تستقبل يوميا عددا لا يستهان به من مستعملي تطبيق “التيك توك”، بالرغم من أن محتوى المعني الناطق بأمازيغية الريف، لا يقدم ما يجعل المتابع يعتكف لساعات أمام البث المباشر سوى عبارتي “هوا” و “إيباسامن”، أي انزلوا أيهما الماكرون.
ومحتوى الزغبوبي، البالغ أزيد من خمسين سنة، عبارة عن منصة للبث المباشر تستقبل اتصالات المتابعين للتعريف بأنفسهم والمناطق التي يتحدرون منها، فيما يقوم صاحب الصفحة بطردهم أو حظرهم بطريقة عفوية تجعل المشاهدين يشعرون بالغبطة والسرو وينتشون فرحة الحضور في المشهد وتوثيقه.
ولتسليط الضوء على شخص الزغبوبي، فإن قصته تعود إلى سنة 2011، حينما حل بالأراضي اليونانية، لكن لسوء حظه اعتقلته السلطات إبان التوتر الذي عاشته البلاد، لتقرر حبسه بعدما أدانته المحكمة بتهم جنائية ثقيلة، حيث حكمت عليه بـأزيد من 20 سنة سجنا.
وقضى المذكور 7 سنوات في السجن بعدما تقرر الإفراج عنه سنة 2017، ليجد نفسه أمام نفق مسدود نظرا لسنه الذي لا يساعده على تعلم حرفة توفر له قوت يومه وتواجد في ديار الغربة بعيدا عن أهله وعائلته والظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها اليونان في تلك الفترة، ومن هنا انبثقت لديه فكرة التعريف بنفسه على منصة “تيك توك” التي حولته إلى واحد من أشهر مقدمي البث المباشر بهذا التطبيق الذي أصبح يدر عليه أرباحا لم يكن يتوقعها من قبل.
وقال الزغبوبي، إنه نزل في فندق باليونان، كغيره من المهاجرين الباحثين عن مستقر لهم بأوروبا للبحث عن عمل ومساعدة عائلته، إلا أن حظه السيء قاده إلى الاعقتال بعد حملة تمشيطية نظمته الشرطة لاجتثاث بعض المناطق من الشبكات الإجرامية والعناصر المشتبه بهم في ارتكاب أفعال إجرامية إبان التوتر الذي عاشته عدد من المدن اليونانية بسبب الأزمة الاقتصادية.
وعرف فيديو تطرق فيه صاحب الصفحة لحياته الشخصية والعائلية إضافة إلى تسجيلات أخرى لكيفية تعامله مع المدمنين على بثه المباشر الذي يتجاوز في بعض الأحيان 2000 مشاهدة، انتشارا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، لاسيما بعد تطرقه لعلاقته بأفراد أسرته وسبب تخليهم عنه، وهو ما فتح نقاشا واسعا بين الكثير من النقاش بين الناطقين بالريفية، لاسيما الجالية المقيمة بالخارج.
وأمام مؤيد ومشجع لهذا النوع من المحتوى، ورافض لتحويل مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للتفاهة، يعتبر آخرون أن نسبة المشاهدات والنشر هي المحدد الرئيسي لما يبحث عنه المجتمع، وذلك بعيدا عن تقييم الجودة وما إن كان ما ينشر يفيد المتلقي أم لا.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار