شارك الدكتور عكاشة بن المصطفى، أستاذ التعليم العالي بالكلية المتعددة التخصصات بالناظور، في فعاليات الدورة الـ19 للملتقى العالمي للتصوف الذي انعقد مؤخراً. وقد قدم الدكتور عكاشة مداخلة مهمة تحت عنوان: “أثر الذكاء الاصطناعي على قيم التعلم: توسيع للذكاء أم تقليص لمجالات الإبداع”، والتي لاقت اهتماماً واسعاً من قبل الحاضرين.
ركزت مداخلة الدكتور بن المصطفى على قضية بالغة الأهمية تتعلق بالعلاقة بين الذكاء الاصطناعي وقيم التعلم في العصر الحديث. من خلال عرضه، ألقى الضوء على دور التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل طرق التعليم والتعلم، وما إذا كان هذا التطور يساهم في توسيع أفق الذكاء البشري أو يعوق القدرة على الإبداع والتفكير النقدي.
تناولت المداخلة عدة محاور، أهمها كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز من فرص التعلم عن طريق توفير أدوات تعليمية متطورة، وتحليل البيانات الضخمة لتخصيص المناهج الدراسية بناءً على احتياجات كل متعلم. ومع ذلك، حذر الدكتور بن المصطفى من خطر تقليص مجالات الإبداع نتيجة الاعتماد المفرط على الأدوات التكنولوجية، مما قد يؤدي إلى غياب التفكير الذاتي وانخفاض مستوى التفاعل الشخصي بين المتعلمين.
وقد تميزت مداخلة الدكتور عكاشة بنقاش علمي عميق حول توازن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي مع الحفاظ على الأسس القيمية والإبداعية التي كانت ولا تزال عماد العملية التعليمية. وأثار تساؤلات حول دور المربين والأنظمة التعليمية في تبني هذه التقنيات بشكل يتناسب مع الأهداف التعليمية والتربوية.
الملتقى العالمي للتصوف في دورته الـ19 شهد مشاركة نخبة من العلماء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، حيث تم التطرق إلى مواضيع متنوعة تجمع بين الروحانيات والعلم الحديث، بهدف دراسة كيفية التفاعل بين القيم الصوفية التقليدية والتطورات التكنولوجية الحديثة.
وقد أثارت مداخلة الدكتور عكاشة بن المصطفى حواراً غنياً بين المشاركين حول إمكانية توجيه الذكاء الاصطناعي ليكون أداة داعمة للإبداع والتعلم البنّاء، بدلاً من أن يكون عائقًا أو سببًا في انحسار القدرات الإنسانية.