شهدت أسعار الدواجن في المغرب ارتفاعا قياسيا في الأيام الأخيرة، حيث بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج الحي 30 درهما في بعض المناطق. هذا الارتفاع أثار استياءا واسعا بين المهنيين والمستهلكين، وسط انتقادات حادة لضعف الرقابة وسوء تدبير القطاع.

وفقا للمهنيين، تعود أسباب هذه الزيادة إلى مشكلات متجذرة في القطاع. ضعف جودة الكتاكيت وانتشار الأمراض بسبب الظروف المناخية أديا إلى نفوق أعداد كبيرة منها، مما تسبب في تراجع العرض بالسوق. كما ارتفعت تكاليف الإنتاج، خاصة الأعلاف التي تراجعت جودتها، في ظل غياب دعم حكومي فعال.

وأشار المربون إلى أن تكلفة الكتاكيت الحقيقية التي تقدر بدرهمين فقط تباع للمربين بأسعار تصل إلى 14 درهما، مما أدى إلى خروج العديد من المربين الصغار والمتوسطين من السوق. هؤلاء يمثلون العمود الفقري للإنتاج الوطني، ومعاناتهم المالية انعكست بشكل مباشر على وفرة الدواجن واستقرار أسعارها.

في الأسواق الكبرى مثل الدار البيضاء، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج بين 27 و30 درهما، ما زاد من الأعباء على الأسر المغربية التي تعاني أصلا من ارتفاع تكاليف المعيشة.

رغم التحذيرات المتكررة خلال السنوات الماضية، لم تتمكن الجهات المعنية من معالجة المشكلات التي تعصف بالقطاع. الاتفاقيات المبرمة مع الفيدراليات المهنية لم تحقق الأهداف المرجوة، مما ترك المربين في مواجهة أزمة متفاقمة يتحمل المستهلك المغربي تبعاتها في نهاية المطاف.