الحسين بوجدادي المرجع الثقافي والتاريخي لقبيلة بني بويحيي بالريف الشرقي

الأخبار55 - ربيع بنهدي

الحسين بوجدادي ابن مدينة العروي، قرب مدينة الناظور (الريف الشرقي) ، وجد في هذه المدينة ، قسرا ، لكنه اختار طواعية ان يلد فيها ، بحثا عن الخلود في ابنته دينا الرائعة ، داخل اسرته النووية ، رفقة زوجته ليلى.
مثقف ، حداثي بتفكيره و ممارسته ، يساري في مواقفه ، شعبي في علاقاته الاجتماعية ، ما اكسبه حب و احترام بسطاء هذه البلدة التي يعشقها و قاطنيها, خبير بالموروث الثقافي، التاريخي و الاجتماعي ، لتركيبة الساكنة ، انه سجل الذاكرة المشتركة بكل ابعادها ، محافظا على الموروث الثقافي ، الشفهي منه و الكتابي ، عبر تكريس جل اوقاته خارج عمله الرسمي ، في البحث، التنقيب و السفر الى المناطق الأخرى من اجل جمع و استكشاف التحف القديمة ، كتب ، مجلات ، منها ايضا ادوات و الات عتيقة ، تحمل في ثناياها سر حضارة امازيغية ، انسانية بشكل اعم ، جمع من التحف النادرة ، المتميزة ، ما لا يصور .
شاهدت ، مختلف المعارض التي تعرض ، التحف و النوادر ، لكنني اشهد انه عيناي ما رأت متحفا ، فرديا بل فريد ا من نوعه ، كما هو الحال في متحف حسين بوجدادي ، يختزل حضارة عريقة لشعوب مرت من هنا ، منذ زمن بعيد ، كل تحفة فيه تحكي ، قصصا صامتة لتجعل زائري هذا المتحف يسافرون عبر الزمن الى زمن لم يعد يوجد .

المدهش في الامر ، و ما دفعني الى ان اطلق لقب الانسان التحفة انا و جل معارف الرفيق حسين بوجدادي ، كونه الموظف الذي يكرس راتبه الشهري ، من اجل التوغل في جمع التحف اكثر و اكثر ما يستنزفه ماديا ما يجعل من وقت راحته وقتا للعمل ، لم تكن ابدا تلك الاحلام البديهية لموظفي بلادنا ، امرا اوليا بالنسبة له ، بل حتى انه لم يفكر يوما في اجتياز امتحان السياقة ، انه رجل يعتز بالركوب جنب زوجته ليلى و هي تقود سيارتهم البسيطة ، زوجة ، اقل ما يقال في حقها ، انها متميزة ، امنت بنمط حياة مختلف عن ‘النساء العاديات’ في مجتمعنا ، هي اسرة تخلت عن طابق كامل في منزلهم ، ليسع الحجم الهائل من التحف ، ليلى ، كل من زار المتحف ( جمعيات ، فعاليين ، اجانب مهتمين )، لامس كرمها، حسن استقبالها و تفانيها في دعم زوجها و تكسير الصورة النمطية عن نساء الريف ، هي امرأة مثقفة ، تعي جدا أهمية ما تفعله.
بالرغم من هشاشة البنية التحتية لمدينة العروي ، بالرغم من التهميش الممنهج ضدا على صمود ساكنتها و مقاومتهم ، الا انها تبقى مدينة تتنفس تاريخا و حضارة، و ستبقى كذلك ما دام امثال الصديق حسين و آخرين كثر ، يتواجدون هناك ، ما دام شبابها يصرخ في وجه الطغيان ، اعروي في ذاكرتي و ذاكرة الريف ، جرح يفيض مدادا ، يكتب به تاريخ و تعطى به عبر .

سلامي و مودتي لصديقي ، الحسين بوجدادي و اسرته .
و سلام على اطلال العروي المنسية .

ابو لينا : احمد الشريف .
29/05/2018

إقرأ أيضا

أضف تعليقك أو رأيك

أخبار ذات صلة >

فؤاد أنتويربن: رمز التألق في الأغنية الريفية الحديثة

‎مينيوغين امسموم: أغنية ريفية جديدة تخطف الأنظار بتوقيع شركة “رينا ميديا”

جمعية رواد التغيير تفتتح الدورة الثالثة للمعرض افريقيا 2024 بمدينة وجدة

مبادرة استراتيجية لتعزيز نزاهة المحتوى الرقمي بمشاركة 15 دولة بينها المغرب