أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن البرنامج الرسمي العام لعملية نقل الحجاج المغاربة لموسم حج 1446 هـ / 2025 م، والذي شمل تحديد تواريخ الرحلات، عدد الحجاج، والمطارات التي ستقلع منها الطائرات في مختلف جهات المملكة. غير أن البرنامج كشف مجددًا عن استمرار إقصاء مطار العروي الناظور من هذه العملية، رغم جاهزيته وتوفره على بنية تحتية متطورة، مما أثار موجة استياء واسعة في صفوف ساكنة أقاليم الناظور، الحسيمة، والدريوش.

وحسب الجدولة المعلنة، فقد تم برمجة ثلاث رحلات للحجاج المنتمين لجهة الشرق، انطلاقاً من مطار وجدة – أنجاد، حيث تم توزيع الحجاج كالتالي:

• الرحلة الأولى: يوم 13 ماي 2025، مخصصة لحجاج الناظور (133)، الحسيمة (59) والدريوش (64)، بمجموع 256 حاجًا.

• الرحلة الثانية: يوم 15 ماي 2025، لحجاج كرسيف (83)، تاوريرت (60)، جرادة (38) وفكيك (34)، بمجموع 217 حاجًا.

• الرحلة الثالثة: يوم 16 ماي 2025، لحجاج وجدة (251) وبركان (89)، بمجموع 340 حاجًا.

رغم أن مطار العروي – الناظور يُعتبر من أكبر المطارات على مستوى الجهة الشرقية، ويحتل المرتبة السابعة وطنياً من حيث عدد المسافرين، إضافة إلى تصنيفه كأول مطار جهوياً من حيث الأداء وجودة الخدمات، إلا أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لم تبرمج أي رحلة منه، وأصرت على ترحيل حجاج أقاليم الناظور، الحسيمة، والدريوش إلى مطار وجدة، ما يزيد من مشقة التنقل والضغط على العائلات، خصوصاً كبار السن.

ويُشهد لمطار الناظور بكفاءته العالية في تنظيم الرحلات، آخرها عملية تأطير ونقل المعتمرين التي حظيت بإشادة واسعة من طرف المستفيدين، بفضل السلاسة في تدبير الذهاب والإياب، التنظيم المحكم، والتعامل الراقي لمختلف الأطر المشرفة على المطار.

أمام هذا الإقصاء المتكرر، تعالت أصوات مجددت للمطالبة بإدماج مطار الناظور في برنامج نقل الحجاج، وإنهاء سياسة التهميش التي تطال هذه البنية التحتية المهمة، خاصة وأنه يتوفر على كافة المعايير اللازمة من حيث التجهيزات، المساحة، والطاقة الاستيعابية

وخلصت هذه الاصوات إلى التأكيد على أن “عدالة الجغرافيا” تقتضي اعتماد توزيع عادل ومتوازن للمطارات المشاركة في تأمين رحلات الحج، بما يراعي القرب الجغرافي، ويخفف الأعباء عن المواطنين، ويثمن كذلك الجهود المبذولة في تطوير وتحديث البنى التحتية بالمناطق المهمشة