تمكنت عناصر البحرية الملكية المغربية، بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي بمركز كبدانة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 26 مارس 2025، من إحباط محاولة للهجرة غير الشرعية، بعد اعتراض قارب مطاطي كان على متنه 44 مهاجرًا سريًا يحملون جميعهم الجنسية المغربية.

ووفق المعلومات المتوفرة، فإن العملية تمت بعد رصد القارب المطاطي الذي انطلق من سواحل أركمان، وتحديدًا من منطقة “شبه الجزيرة”، حيث تم توقيفه في عرض البحر. القارب كان مجهزًا بمحركين، ما يعكس تجهيزات متطورة يستخدمها منظمو الهجرة غير الشرعية لنقل المهاجرين إلى السواحل الإسبانية.

وأوضحت مصادر مطلعة أن المهاجرين الموقوفين ينحدرون من مدن مختلفة، من بينها الناظور، أزغنغان، بني شيكر، الدريوش، والعروي، التي تشهد تزايدًا في محاولات الهجرة غير النظامية، بالإضافة إلى عشرة آخرين قدموا من مدن مغربية أخرى، حيث دفعوا مبالغ مالية كبيرة مقابل هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

تم نقل جميع الموقوفين إلى مركز الدرك الملكي بأركمان، حيث جرى فتح تحقيق موسع لتحديد هوية المنظمين الرئيسيين لهذه العملية، في إطار جهود تفكيك الشبكة المتورطة في تهريب البشر. وتعمل السلطات المختصة على تتبع الخيوط التي قد تقود إلى اعتقال المتورطين في تسهيل عمليات الهجرة غير الشرعية، خصوصًا مع تزايد نشاط عصابات التهجير في المنطقة.

تعد مدينة العروي، إلى جانب مناطق أخرى بالناظور والدريوش، من بين المناطق التي يسجل فيها ارتفاع في محاولات الهجرة السرية، حيث يجد العديد من الشباب أنفسهم أمام واقع اقتصادي صعب، يدفعهم للمغامرة في عرض البحر بحثًا عن فرص أفضل في الضفة الأخرى.

وفي ظل هذه التحديات، تكثف السلطات الأمنية حملاتها لمكافحة شبكات تهريب البشر، التي تستغل شساعة الشريط الساحلي لتنفيذ أنشطتها غير القانونية. ومع ذلك، تبقى هذه الظاهرة مرتبطة بظروف اقتصادية واجتماعية تحتاج إلى حلول أعمق لمعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير النظامية