شهدت مدينة العروي خلال الأيام الأخيرة موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب ما تم تداوله حول ارتفاع صاروخي لأسعار “الدوارة” و”الكبدة”، وهي من أبرز المأكولات التي تُستهلك بكثرة في مناسبة عيد الأضحى، ما أثار غضب واستياء عدد من المواطنين.

غير أن جولة ميدانية قام بها موقعنا، كشفت أن الأسعار الحقيقية لا تتطابق مع ما يتم تداوله، وأن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد تضخيم غير دقيق. وحسب المعطيات التي تم رصدها، فإن سعر “الدوارة” لا يتجاوز 120 درهمًا للوحدة الكاملة في معظم محلات التنظيف والبيع بالتقسيط، فيما تتراوح أسعار “الكبدة” بين 80 و100 درهم للكيلوغرام الواحد، حسب الجودة وطريقة التحضير (مشوية، مرفوقة بالشحم، أو محضرة بالتوابل).

وأكد عدد من التجار المحليين أن الأسعار تبقى في حدود المعقول مقارنة بالظروف الاستثنائية التي تعرفها البلاد، خاصة في ظل النقص في عدد رؤوس الأضاحي وارتفاع تكاليف التربية والنقل. كما أشار بعضهم إلى أن هامش الربح لا يتعدى الحد الأدنى، بحكم المنافسة وكثرة العارضين.

من جانبهم، عبّر مواطنون بالعروي عن ارتياحهم لكون الأسعار ظلت إلى حد كبير في المتناول، عكس ما تم الترويج له، معتبرين أن التضخيم الإعلامي أسهم في خلق نوع من البلبلة، خاصة في صفوف الأسر محدودة الدخل.

وتؤكد هذه الواقعة مجددًا أهمية التحقق من المعطيات قبل تداولها، وضرورة قيام المستهلك بدوره في البحث والمقارنة، بعيدًا عن الإشاعات والتهويل، خصوصًا في فترات الأعياد التي تعرف نشاطًا تجاريًا كثيفًا