لطالما كانت مدينة العروي جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الهلال الرياضي الناظوري، ليس فقط بمساهمات أبنائها وتضحياتهم، بل أيضًا بروابط الصداقة القوية التي جمعت بين العائلات الكبيرة في العروي والناظور، مما أسهم في تعزيز روح العمل الجماعي للنهوض بكرة القدم في المنطقة.
منذ البدايات الأولى لتأسيس فريق الهلال الرياضي الناظوري، كان العديد من أبناء العروي في طليعة المؤسسين والداعمين. وعلى رأس هؤلاء تبرز عائلة المنصوري، التي قدمت نموذجًا رائعًا للتفاني والعمل الجاد. كان البشير المنصوري ومصطفى المنصوري من أبرز الأسماء التي لعبت دورًا محوريًا في بناء هذا الفريق، إذ ساهم البشير في تأسيس دعائم الفريق، فيما قاد مصطفى الهلال كرئيس له، ليُحدث نقلة نوعية في تاريخه.
كانت تضحيات أبناء العروي، سواء على مستوى الدعم المادي أو التنظيمي، بمثابة حجر الأساس الذي ساعد الهلال الرياضي الناظوري على ترسيخ مكانته كأحد الفرق الرياضية الكبرى في المنطقة.
إلى جانب الدور الرياضي، لم تكن العلاقة بين العروي والهلال مقتصرة على الملعب فقط، بل انعكست أيضًا في العلاقات الاجتماعية المتينة. لقد جمعت صداقة كبيرة بين عائلة المنصوري من العروي وعائلة أزواغ من الناظور، بالإضافة إلى عائلات أخرى كانت تشكل نسيجًا متماسكًا يدعم الفريق من خلف الكواليس. هذه الصداقات العائلية كانت محركًا قويًا لتعزيز التعاون والدعم المتبادل، سواء في الميدان الرياضي أو في الحياة اليومية.
لا يمكن الحديث عن كرة القدم الناظورية دون ذكر عمو بيلي، الذي يُعد رمزًا خالدًا للكرة في المنطقة. كان بيلي نموذجًا للالتزام والشغف، حيث أثرى اللعبة محليًا وأسهم في تطوير مهارات اللاعبين، ليس فقط في الهلال، بل في المشهد الرياضي الناظوري بأسره. دوره لم يكن مقتصرًا على التدريب أو اللعب، بل كان روحًا رياضية تلهم الجميع.
البصمة التي تركها أبناء العروي على الهلال الرياضي الناظوري تظل شاهدًا على التضحيات والإخلاص الذي قدموه. لقد ساهموا في بناء فريق يعكس الروح الجماعية، ليس فقط على مستوى الرياضة، بل على مستوى العلاقات الإنسانية والاجتماعية.
إن التضحيات والصداقات التي جمعت أبناء العروي بالناظور تمثل إرثًا يجب الحفاظ عليه واستثماره. هذه الروح الجماعية والتاريخ المشترك يشكلان مصدر إلهام للأجيال القادمة، لتواصل مسيرة الدعم والعمل من أجل تطوير الرياضة المحلية وتعزيز الروابط بين المدن والعائلات.
الهلال الرياضي الناظوري لم يكن مجرد فريق، بل كان قصة تعكس قيم التعاون والمحبة التي جمعت العروي والناظور، لتبقى هذه القصة عنوانًا للفخر والاعتزاز.
أضف تعليقك أو رأيك