وزارة الداخلية توجه بصرامة ضد ظاهرة “المنتخبين الأشباح” في الجماعات الترابية

كشفت مصادر مطلعة عن توجيهات جديدة صادرة عن المصالح المركزية لوزارة الداخلية (المديرية العامة للجماعات الترابية)، تحت إشراف الولاة والعمال، موجهة إلى رؤساء الجماعات الترابية، بشأن حصر لوائح الحضور والغياب الخاصة بالدورات العادية والاستثنائية للمجالس المنتخبة، وذلك لمواجهة ظاهرة “المنتخبين الأشباح”، الذين ثبت تغيبهم بشكل متكرر عن الاجتماعات منذ انتخابات شتنبر 2021، دون تقديم أعذار مقبولة.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن هذه التوجيهات جاءت بناءً على تقارير ميدانية أشارت إلى تستر بعض رؤساء الجماعات على غيابات متواصلة لأعضاء منتخبين، بهدف الحفاظ على الاستقرار السياسي داخل مجالسهم وتجنب الطعن في تحالفاتهم المريحة التي تم نسجها منذ بداية الولاية الانتدابية.

وتسعى وزارة الداخلية من خلال هذه الإجراءات إلى تعزيز الشفافية والمحاسبة في تدبير الشأن المحلي، والتأكد من قيام المنتخبين بواجبهم في تمثيل المواطنين بشكل فعّال، وعدم تحويل مناصبهم إلى مواقع رمزية فقط، دون القيام بالمهام المنوطة بهم.

وتأتي هذه الخطوة في سياق تعزيز الحكامة المحلية ومكافحة الفساد الإداري، حيث من المرتقب أن تشمل الإجراءات الجديدة محاسبة المنتخبين المتغيبين بشكل غير مبرر، وربما سحب عضويتهم في حالات الغياب المستمر، بما يتماشى مع القوانين المنظمة للمجالس المنتخبة.

كما تعكس هذه التوجيهات الاهتمام المتزايد من قبل وزارة الداخلية بتعزيز الانضباط الإداري داخل الجماعات الترابية، وتأكيد مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، وذلك لضمان حسن تدبير المال العام وتحقيق التنمية المحلية التي تلبي تطلعات المواطنين