تعيش مدينة العروي، وخاصة شارع النرجس، على وقع كارثة بيئية مستمرة، تتمثل في فوضى احتلال الملك العام وأكوام النفايات التي أصبحت جزءاً من المشهد اليومي. بالرغم من الشكايات المتكررة التي تقدمها الساكنة المتضررة والمقالات الصحفية التي رافقت الأزمة، فإن التدخلات الرسمية للسلطات تبقى محدودة وغير فعالة، ما جعل الوضع يزداد سوءاً.
شارع النرجس، الذي كان من المفترض أن يكون أحد الشوارع الحيوية في المدينة، تحول إلى نقطة سوداء تؤرق حياة المواطنين. الباعة الجائلون يتركون أكواماً من الأزبال بعد مغادرتهم، ومن بينها بقايا أسماك وخضر، مما يتسبب في انبعاث الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والقوارض. ويزيد الوضع تعقيداً لعمال النظافة الذين يجدون أنفسهم عاجزين عن التعامل مع هذه الكميات الهائلة من النفايات، الأمر الذي جعل جهودهم لا تؤتي أكلها.
التقطت الصور الحصرية لهذه الكارثة منتصف نهار اليوم الاثنين، وتظهر الوضع المزري الذي يعاني منه الشارع. ورغم وعود السلطات المحلية بحل هذه الأزمة، إلا أن التدخلات تبقى محتشمة ولا ترقى لمستوى التطلعات، حيث تقوم بين الحين والآخر بحملات خجولة لإزالة بعض الباعة، دون حلول جذرية للأزمة.
وتعبر الساكنة المجاورة عن استيائها الشديد من هذه الحالة، مشيرة إلى أن الشارع لم يشهد أي تحسن ملموس رغم الوعود المتكررة. وتطالب الجهات المعنية بالتدخل السريع والجاد لإنهاء هذا الوضع الكارثي، الذي يهدد صحة وسلامة السكان، ويشوه صورة المدينة.
تبقى أزمة شارع النرجس شاهدة على فشل للسلطات في التعامل مع فوضى احتلال الملك العام، في انتظار تدخل عاجل وفعال يعيد للشارع حيويته ونظافته، ويستجيب لتطلعات الساكنة التي لم تعد تحتمل هذا الوضع المزري.