في أعقاب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت منطقة فالنسيا الإسبانية، أصدر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث تعليماته بنشر أكثر من 5000 عنصر من الجيش والشرطة لدعم جهود الإغاثة، بعد أن وافقت الحكومة المحلية أخيرًا على التدخل المركزي. يأتي ذلك في وقت تشير فيه التوقعات إلى ارتفاع حصيلة الوفيات، التي قد تصل إلى المئات، وسط أضرار جسيمة في البنية التحتية.
تسبب تعامل رئيس الحكومة المحلية لفالنسيا، كارلوس ماثون، المدعوم من حزب فوكس اليميني المتطرف، في موجة غضب بين سكان المنطقة، بسبب تجاهله تحذيرات مديرية الأرصاد الجوية وتفكيكه لفرقة التدخل السريع قبل أشهر. وانتقده المواطنون لعدم طلبه الدعم من الحكومة المركزية فور وقوع الكارثة، مما أثار اتهامات بوضع الحسابات السياسية قبل إنقاذ الأرواح.
حظي ماثون بدعم قوي من رئيس الحزب الشعبي، فييخو، الذي ألقى باللوم على الحكومة المركزية بدعوى عدم تحذير مجتمع فالنسيا من خطورة الكارثة. واعتُبر هذا الدعم محاولة لتجنب إلقاء اللوم على تحالف الحزب الشعبي مع حزب فوكس، والدفاع عن أدائهم أمام انتقادات واسعة.
أثارت فيضانات فالنسيا تساؤلات جادة حول مستوى التعاون بين الحكومة المركزية الاشتراكية والحكومات المحلية التي يقودها تحالف الحزب الشعبي وفوكس، وسط مخاوف من أن التوترات السياسية قد تهدد سلامة وأمن المواطنين. وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا تتمتع فيها الأقاليم ذات الحكم الذاتي بصلاحيات واسعة، حيث لا يُسمح بالتدخل المركزي إلا في حالات الكوارث الكبرى من الدرجة الثالثة أو التهديدات الخارجية، مما يُبرز الحاجة لتعاون فعّال يتجاوز الخلافات الحزبية في أوقات الأزمات.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار