عقد عامل الناظور، جمال الشعراني، خلال الأيام الأخيرة الماضية، سلسلة من الاجتماعات بمشاركة كافة المتدخلين في قطاع الماء من أجل رسم خارطة طريق للتدبير العقلاني للموارد المائية التي يتوفر عليها الإقليم، وذلك في إطار تنزيل مضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد، والذي بلور جلالته من خلاله رؤية استراتيجية واستباقية لتدبير الإجهاد المائي بالمغرب.
وفي هذا الإطار، أكدت عمالة الناظور، أنه تم اتخاذ مجوعة من الإجراءات الاحترازية لعقلنة استعمال مياه الشرب والري الواردة في دوريتي وزير الداخلية 26 دجنبر 2023 و18 يناير 2024 حول الوضعية الحرجة للمخزون المائي ببلادنا.
ومن ضمن هذه الإجراءات، منع سقي الحدائق العمومية والمساحات الخضراء وتنظيف الساحات والأرصفة العمومية بالماء الصالح للشرب، وعدم استبدال مياه المسابح العمومية والخاصة أكثر من مرة في السنة، ومنع استعمال محلات غسل السيارات بالماء الصالح للشرب، إضافة إلى تريد استعمال الماء في الحمامات العمومية.
وتضمنت أيضا، إعداد برامج عملية لسقي المساحات الخضراء وتنظيف الساحات والأرصفة العمومية بواسطة المياه المستعملة انطلاقا من محطتي بوعرك وبني انصار وبتنسيق مع الجماعات الترابية المعنية ومصالح المكتب الوطني للكهرباء والماء بالناظور – قطاع الماء – ووكالة تهيئة موقع بحيرة مارتشيكا.
ومن أجل تأمين العرض المائي الموجه للفلاحة، أكدت عمالة الإقليم، أن المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لملوية، قام بانجاز مجموعة من المشاريع، من بينها فصل قناة مياه الشرب عن قناة مياه الري – الضفة اليسرى وبناء وتجهيز محطة الضخ بصبيب 1860 ل/ث لتزويد ساكنة الناظور، الدريوش وزايو بالماء الشروب على طول إجمالي يقدر ب 28 كلم، وهذا المشروع الذي سيؤمن أزيد من 25 مليون متر مكعب سنويا.
كما قامت نفس الجهة، بإنجاز مشروع سقي مدار ملوية انطلاقا من مضخة جهة الشرق لتحلية مياه البحر. وتقوية شبكة نقطة الماء لإرواء الماشية وذلك بانجاز 11 نقطة ماء مجهزة بمنشآت الهندسة المدنية وتجهيزات الضخ ومعدات الطاقة الشمسية خلال سنة 2024.
وتمت برمجة انجاز 27 نقطة ماء خلال فترة 2025 – 2026 وذلك لتحسين ظروف التزود بالماء لإرواء الماشية وسد حاجيات الكسابة من الماء بتقليص المسافة الفاصلة بين نقط الماء لأقل من 10 كلم، وتقليص تكلفة التزود بالماء بفضل تعميم التجهيز بالضخ بالطاقة الشمسية.
وأضاف المصدر نفسه، أنه تمت عصرنة شبكات التوزيع والتحويل إلى الري الموضعي بسهل الكارت، هذا وسيوفر ما يزيد عن 15 مليون مكعب سنويا مع العلم أن نسبة الانجاز حاليا 65 % فيما سيدخل المشروع في الخدمة انطلاقا من يونيو 2025.
وعلاوة على ذلك، جرى تطوير نظم الري الانجذابي نحو نظام الري الموضعي على مساحة 35000 هكتار وسيوفر أزيد من 40 مليون متر مكعب سنويا بنسبة تقدم الدراسات 70 % فيما سيكون إطلاق الشطر الأول من طلبات العروض في 2025.
وواصل المكتب، التجهيز الفردي للضيعات الفلاحية بنظام السقي بالتنقيط الموضعي. وبرنامج إدخال تقنيات الري الذكي داخل الضيعات الذي سيمكن من اقتصاد أكثر من 20 % من المياه، إضافة إلى تهيئة الشبكة الهيدروفلاحية بدائرة الري الكبير .
كما انجزت وكالة الحوض المائي لملوية 7 اثقاب استكشافية بكل من بوعرك، اركمان، العروي و تيزطوطين و برمجت 5 اثقاب لسنة 2025.
وفي ظل الإجهاد المائي وتراجع حقينة السدود استوجب البحث عن حلول مستعجلة لتوفير الماء للساكنة و توريد الماشية، تم إنشاء محطتين لتحلية المياه الجوفية الاجاجة بكل من بوعرك من خلال 5 أثقاب مائية لإنتاج ما يقارب 100 لتر في الثانية، وأركمان من ثقبين مائيين لإنتاج ما يقارب 15 لتر في الثانية .
إلى ذلك، أكدت عمالة الإقليم، أنه سيتم انجاز محطتين لتحلية المياه الجوفية الاجاجة بكل من اعزانن وأولاد ستوت في القريب العاجل.
ويذكر، ان الإقليم سيعرف في أفق سنة 2027 إنشاء محطة لتحلية ماء البحر بطاقة إنتاجية سنوية قدرها 250 مليون م3 ، منها 140 مليون م3 للمياه الصالحة للشرب و 110 مليون م3 للسقي وهذا ما سيساهم في إنقاذ الفلاحة بالمنطقة والاستجابة للحاجيات المتزايدة لمياه الشرب.
أما للمشاريع التي يتم إنجازها، فقد أكدت عمالة الناظور، أن الأشغال جارية لتعلية سد محمد الخامس بحيث بلغت 46 % بحمولة 113 مليون م3 بفضل التساقطات المطرية الأخيرة. و نفس الشيء بالنسبة لمشروع تزويد الدواوير بالماء الصالح للشرب، حيث تم عقد اتفاقيات مع أربع جماعات لتزويد الدواوير التي تعرف خصاصا في التزود بالماء الصالح للشرب وهي أفسو، حاسي بركان، البركانيين وأولاد داوود الزخانين.
وتفاديا لإهدار الماء، أوضح المصدر نفسه، أن التساقطات المطرية الأخيرة أنعشت حقينة الحوض المائي لملوية، الأمر الذي يستوجب الحفاظ على هذه الثروة وتدبيرها بشكل عقلاني .
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار