سليمان أزواغ… الشاب الطموح الذي خانه حزبه وأخلص لمدينته

سليمان أزواغ… الشاب الطموح الذي خانه حزبه وأخلص لمدينته

الأخبار55 - ربيع بنهدي

لم يكن سليمان أزواغ يوماً اسماً عابراً في الساحة السياسية بالناظور، بل كان شاباً طموحاً، مؤمناً بخدمة مدينته، متشبثاً بمبادئه، ووفياً لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي تربى فيه وترعرع بين صفوفه، وقدم له الكثير من التضحيات والعمل الميداني الصادق. إلا أن هذا الوفاء لم يُقابل بالعرفان، بل بالخيانة السياسية، حين وجد نفسه مهمشاً داخل الحزب، صوته لا يُسمع، ورأيه لا يُؤخذ بعين الاعتبار، رغم كل ما قدمه من مجهودات وتضحيات.

فكان القرار الشجاع: الانفصال عن حزب لم يعد يمثله، والالتحاق بحزب آخر يمنحه هامشاً أوسع في اتخاذ القرار، ويُقدر كفاءته السياسية وقدرته على التسيير. وهو القرار الذي لم يكن بحثاً عن مصلحة شخصية، بقدر ما كان تأكيداً على أن الرجل يرفض أن يكون مجرد ديكور سياسي.

تولى أزواغ رئاسة جماعة الناظور سنة 2021، فكان وجهاً جديداً، لكن بحماس قديم وعزم راسخ. فخلال نصف ولايته فقط، استطاع أن يقدم نموذجاً جديداً في التدبير المحلي، ونجح في تحقيق ما لم يُحقق منذ سنوات. لأول مرة، تحقق الجماعة فائضاً مالياً مهماً، وتخلصت من الديون التي أثقلتها، بفضل حكامة مالية صارمة وجرأة في اتخاذ القرار.

لم يتردد أزواغ في مراسلة أصحاب الأراضي لاستخلاص الضرائب عن الأراضي غير المبنية، واشتغل بصمت على مشروع تجديد الإنارة العمومية، الذي بدأت معالمه تظهر تدريجياً، بالإضافة إلى تحسين قطاع النظافة وعدد من المشاريع التنموية الأخرى التي برمجت للمدينة.

ورغم تعثر بعض المشاريع لأسباب خارجة عن إرادته، بسبب المساطر المعقدة والمشاكل المرتبطة بتمرير الصفقات على الصعيد الوطني، فإن عزيمته لم تتراجع، وكان حريصاً على الترافع المستمر لتسريع وتيرة الإنجاز.

غير أن حادثة احتراق المسبح البلدي، وهي حادثة عرضية لا تتحمل الجماعة فيها أي مسؤولية، كانت كافية لإخراج بعض “المنسيين سياسياً” من جحورهم، مستغلين العاطفة الشعبية لركوب الموجة، وتوجيه سهام الاتهام إلى الجماعة ورئيسها. ناسٍين – أو متناسين – ما تحقق في نصف ولاية، مقارنة بسنوات من الجمود والتسيير العشوائي في السابق.

إن الجرأة الحقيقية لا تكون بتوزيع الاتهامات المجانية، بل بتسمية الأمور بمسمياتها، وتحميل المسؤولية للجهات التي تسببت فعلياً في تعثر مشاريع الناظور، من مؤسسات ومصالح خارجية فشلت في الوفاء بالتزاماتها.

في هذا الإقليم، ما زالت مقولة “ميس ندشار ويسفوروج” تحكم المشهد، حيث تُحجب الحقائق ويُغض البصر عن الأسباب الحقيقية، ويُفضل البعض تغطية الشمس بالغربال، فقط من أجل مصالح انتخابية ضيقة بدأت تُحرك بعض “الكائنات السياسية” التي اختفت طويلاً، وعادت اليوم بحثاً عن موقع جديد على حساب من اشتغل وتفانى.

إن أزواغ ليس ملاكاً، لكنه نموذج سياسي شاب، يستحق أن يُمنح حقه في التقدير والنقد العادل، لا أن يكون كبش فداء في معارك انتخابوية مبكرة

إقرأ أيضا

أضف تعليقك أو رأيك

أخبار ذات صلة >

إدانة مغربيين في سبتة بالسجن سنة لترك مهاجر غير نظامي في عرض البحر

العروي.. مدينة تنهشها المعاول الهدامة

معطيات جديدة في قضية “مجرم” بن أحمد المتهم بقتل وتقطيع جثتين بسطات

متاعب مصطفى لخصم مستمرة : متابعته في حالة سراح بكفالة 20 ألف درهم واغلاق الحدود في وجهه