عاد مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بمدينة العروي إلى واجهة النقاش المحلي مجددًا، بعد حادثة غريبة شهدها معبر بني انصار الحدودي فجر اليوم . إذ أقدمت مصالح الأمن على توقيف شخص مشتبه به في سرقة حافلة صغيرة للنقل العمومي تابعة لشركة “فيكتاليا”، بعد قيادتها إلى المعبر الحدودي مع مليلية المحتلة، في واقعة أثارت جدلًا واسعًا.
بحسب مصادر أمنية، تعود ملكية الحافلة إلى شركة “فيكتاليا”، وقد تمت سرقتها من طرف شخص دون معرفة الدافع وراء ذلك. في وقت لاحق، وبعد إلقاء القبض عليه من قِبل عناصر الشرطة، جرى تسليمه إلى مصالح الدرك الملكي لتعميق البحث والكشف عن الملابسات.
غير أن تقارير أخرى تشير إلى أن المشتبه به يعاني من اضطرابات نفسية، وأنه قد تم نقله قبل هاته الحادثة إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعروي، إلا أن المستشفى رفض ايواءه وقدم له مسكنات بالرغم من توفره على وثيقة من السلطة المحلية بالعروي تفيد انه يشكل خطر ، فيما كانت عناصر الشرطة بمعيته بسبب الحالة الغير الطبيعية التي كان يتواجد عليها ونتيجة لذلك، اضطرت السلطات الى تسليمه الى عائلته
هذه الحادثة تسلط الضوء مجددًا على التحديات الكبيرة التي يواجهها مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالعروي. يُعد المستشفى الوجهة الوحيدة بالمنطقة لاستقبال المرضى النفسيين، رفض استقبال المرضى النفسيين في المستشفى ليس مجرد قضية إدارية أو لوجستية، بل يحمل تداعيات خطيرة على الأمن العام. حادثة سرقة الحافلة مثال صارخ على ذلك، حيث كان من الممكن تفادي هذا الحادث لو تم توفير الرعاية اللازمة للمشتبه به.
حادثة معبر بني انصار تعكس أوجه القصور التي يعاني منها قطاع الصحة النفسية في المنطقة، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً وشاملاً من قِبل الجهات المعنية. إن توفير الرعاية النفسية المناسبة ليس مجرد واجب إنساني، بل هو أيضًا ضرورة لضمان أمن واستقرار المجتمع.
أضف تعليقك أو رأيك