عبدالكريم الدهري🖊️
في أحد الأركان المنسية لسجن إيفرو، تكشف التفاصيل المثيرة عن حياة غير معتادة لأحد السجناء الذي استطاع، ليس فقط أن يحول زنزانته في الماضي القريب إلى مكان لا يشبه السجون بل إلى مركز قيادة لعمليات إجرامية متقنة. محمد عمرة، المعروف بلقب “الذبابة”، لم يكن سجيناً عادياً. فقد أدار من خلف القضبان شبكة واسعة من تجارة المخدرات، خلال اعتقاله ما بين 2022/2023مستفيداً من ظروف اعتقال لا يمكن تصورها بالنسبة للسواد الأعظم من السجناء.
بين جدران زنزانته، التي استعمل فيها تسع هواتف محمولة ،كما انه كان يدخن فيها الشيشة، كان عمرة يقضي أوقاته متنقلاً بين مكالمات تنظيم عمليات السرقة والتلاعب بأسواق المخدرات المحلية. لم تكن هذه الأدوات مجرد وسائل للراحة بل كانت جزءاً من ترسانة إجرامية، حيث استخدم التطبيقات المشفرة ومواقع التواصل الاجتماعي لتوسيع نطاق عملياته.
ما يثير الدهشة ليس فقط كمية الأدوات والحريات التي كان يتمتع بها عمرة داخل السجن، بل وأيضاً الطريقة التي كان يُدار بها هذا المكان، حيث يبدو أن الإدارة كانت تغض الطرف عن كثير من الأنشطة التي تجري تحت أنظارها. فالمخدرات كانت تُنقل إلى داخل السجن عبر مقذوفات تتخطى الجدران، والطعام الخارجي كان يصل إلى زنزانة عمرة كلما اشتهى ذلك.
تكمن الخطورة في هذه القصة ليس فقط في الفساد المستتر الذي يبدو أنه ينخر بنية النظام العقابي، بل في كيفية استغلال هذا النظام من قبل عناصر الجريمة المنظمة لتحقيق أهدافها.