أكد ألبرتو نونيز فيجو، زعيم الحزب الشعبي الإسباني، أمس الاثنين، أنه إذا كسب رهان الانتخابات الإسبانية ووصل إلى قصر مونكلوا،فإن أولوياته “ستنصب نحو إقامة علاقة ممتازة مستقرة وشفافة مع المملكة المغربية، باعتبارها بلدا جارا وحليفا وصديقا”؛ وذلك في وقتتعول فيه جبهة “البوليساريو” أن يتصدر الحزب ذاته الانتخابات، لتتغير مواقف الحكومة الإسبانية المقبلة من مخطط الحكم الذاتي المغربي.
وأفاد فيخو، في مقابلة تلفزيونية مع قناة Telecinco، بأن “أول شيء سيفعله، بعد فوزه بالانتخابات، هو إرسال رسالة إلى المغرب”، قائلا: “لقد أرسلتها إليهم من قبل عندما أجريتُ أول لقاء مع رئيس الحكومة المغربي، مفادها أننا طرف موثوق به ودولة حليفة”.
وشدد السياسي الإسباني، حسب ما تنقله وكالة Europa Press، على أن “هناك ضرورة لمعرفة ما اتفق عليه بيدرو سانشيز مع المغرب،والاستمرار فيه وإعادة تكريس شفافية الاتفاقيات، وأن تمر أية خطوة استراتيجية عبر موافقة الكونغرس الإسباني ومجلس الشيوخ”.
طمأنة للمغرب
نبيل دريوش، إعلامي وباحث مختص في العلاقات المغربية الإسبانية، اعتبر أن “تصريحات نونيث فيخو تعد إشارات إيجابية وتجاوزالتصريحات سابقة جرت عليه انتقادات كبيرة ولاذعة”، مبرزا أن “تصريحات فيخو تشير بالضرورة إلى إدراكه هو ومحيطه لأهمية العلاقاتالاستراتيجية مع المغرب، وأهمية الاستثمار فيها خدمة للقضايا المشتركة ولمصالح البلدين”.
ووفق ما بينه دريوش لجريدة هسبريس، فإن “هذه التصريحات مهمة ومعبرة، وتصب في صالح المغرب وإسبانيا معا، لكونها تومئ أنالعلاقات المغربية الاسبانية لن تتراجع في حالة فوز الحزب الشعبي”، مشيرا إلى أن هذا التصريح فيه شيء من الطمأنة الاستباقية،وتكريس لمعالم المرحلة الجديدة التي دخل غمارها البلدان معا.
وأفاد المتحدث ذاته بأن هذا “التصريح هو مؤشر كذلك على أن الموقف الجديد لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية لن يتغيرمستقبلا، بل إن فيخو يريد أن يرفع هذه العلاقات الى علاقات دولة”، مؤكدا أنه “يجب دائما قراءة السياق الانتخابي لهذه التصريحات،لكنها عموما تعبر عن توجه إيجابي داخل الحزب الشعبي صوب المغرب”.
إحباط للبوليساريو؟
من جانبه، قال عبد العالي بروكي، الخبير في العلاقات الإسبانية المغربية، إن “تصريحات ألبرتو نونيز فيجو تشكل إحباطا قاسيا للورقةالتي أشهرتها جبهة البوليساريو عبر ممثلها بإسبانيا عبد الله العرابي، والتي مفادها أن الحزب الشعبي الإسباني سيتراجع عن قرار بيدروسانشيز، القاضي بدعم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية”.
وشدد بروكي، في تصريحه لهسبريس، على أن “البوليساريو الآن في ورطة عقب هذه التصريحات العلنية لزعيم الحزب الشعبي الإسباني،أي أن الأمر لم يعد تخمينات أو تكهنات بقدر ما هي إعلان واضح بالاستمرار في العلاقة الودية مع المغرب”، موضحا أن “الجبهة فهمتتصريحات فيخو السابقة بشكل خاطئ، فهو لم يقل إنه غير متفق على دعم الدولة الإسبانية لمخطط الحكم الذاتي؛ بل قال إن شانسيز كانعليه استشارة الحزب الشعبي في الموضوع فقط”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “تصريحات فيخو عن ضرورة إعادة العلاقة مع الجزائر سابقا، والتي كانت بغاية طمأنة المستثمرين الإسبانبالجزائر، أخرجت أيضا من سياقها وساهمت في حماس جبهة البوليساريو”، مسجلا أن “تصريحات السياسي الإسباني الأخيرة تنهيهذا النقاش، باعترافها علنيا أن العلاقات مع المغرب ستكون استراتيجية، بما أنها علاقة دولة بدولة وليست علاقة أحزاب أو أشخاص”.