من منا لا يعرف الهادي العطار، الاسم الذي يرتبط بالذاكرة الجماعية لمدينة العروي، شخصية ترمز إلى معاناة ومعركة طويلة مع المرض النفسي، الهادي، ابن فاطمة، هو جزء من عائلة قدمت من الجزائر بعد أن قضت سنوات هناك، واستقرت في العروي، عائلة الهادي تعود أصولها إلى قبيلة بني بويحيى، لكن رحلة الاستقرار في العروي لم تكن سهلة.
واجهت العائلة ظروفًا نفسية واجتماعية قاسية جدًا، حيث اضطروا في البداية إلى الإقامة في خيمة، ووجدوا أنفسهم مرميين في الشوارع، في ظل معاناتهم من الأمراض النفسية.
الهادي وأخوه أحمد ليسا مجرد شخصين في المدينة، بل هما جزء من النسيج الاجتماعي الذي يستذكره سكان العروي بحزن واهتمام، سنوات من المعاناة حولتهما إلى رمزين للصبر على المرض والظروف القاسية، ولكن بفضل التفاتة إنسانية من جمعية رحاب، تغيرت حياتهما للأفضل، فقد تدخلت الجمعية لإصلاح منزلهما، وتكفلت بتوفير الرعاية اليومية لهما من خلال شخص مخصص لهذه المهمة، ولا ننسى الدور الكبير لكل من عمر الحلاق وزوفري وبعض جيران الهادي في تقديم يد المساعدة له
اليوم، الهادي العطار وأخوه أحمد يعيشان داخل أربعة جدران، محاطين بالرعاية اللازمة، بعد سنوات من الشوارع والخيام، ورغم كل ما عانوه، إلا أن روح المقاومة والإصرار على الحياة ما زالت حاضرة في داخلهما، ما يجعلهما نموذجًا للإرادة التي تقاوم الظروف الصعبة، وقصة تستحق أن تُروى للأجيال القادمة.