الزاوية الكركرية في مدينة العروي، على الرغم من الانتقادات التي تواجهها من بعض الجهات، أصبحت اليوم عنصرًا بارزًا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمدينة، فالمئات من المريدين يتوافدون إليها من مختلف المدن المغربية وخارج البلاد، سواء في المواسم الروحية التي تقيمها أو في الأيام العادية، مما يساهم في حركة اقتصادية نشطة بالمنطقة.
أحد أبرز الأثرات الإيجابية التي تخلفها الزاوية هو انعاش سوق الإيجار المحلي، إذ يلجأ الزوار إلى استئجار الشقق للإقامة خلال فترات زيارتهم، مما يزيد من طلب السوق العقارية المحلية، إلى جانب ذلك، تتلقى المطاعم في العروي حصة كبيرة من هذا النشاط بفضل العدد الكبير من المريدين الذين يحتاجون لتناول الطعام في فترات إقامتهم، مما يساهم في تحسين إيرادات المطاعم.
ولا يقتصر هذا التأثير الاقتصادي على الإيجار والمطاعم فقط؛ بل يمتد إلى قطاع النقل أيضًا، حيث يقوم العديد من المريدين باستئجار السيارات للتنقل داخل المدينة وخارجها، وهو ما يخلق حركة دؤوبة في هذا القطاع، كذلك، يشمل هذا التأثير المحلات التجارية المحلية التي تستفيد من تزايد الطلب على مختلف المنتجات والبضائع.
خلال المواسم الكبرى التي تنظمها الزاوية، يكون هناك تأثير أكبر في خلق فرص عمل غير مباشرة، مثل تشغيل العاملين في مجالات خدمات الزوار من تنظيف واستقبال وخدمات سياحية وايضا التموين ومنظمي المناسبات ،هذه الفرص تُعد مصدر رزق للكثير من العائلات بالمدينة، وتساهم في تخفيف نسب البطالة ولو بشكل مؤقت.
إضافة إلى ذلك، يساهم تزايد عدد المريدين في زيادة الطلب على الرحلات الجوية من وإلى مطار العروي، وهو ما يعزز بدوره دور المطار في الربط الجوي الدولي والداخلي ويزيد من عدد المقاعد المحجوزة في الطائرات المتجهة للمدينة.
في النهاية، بالرغم من النقد الموجه إلى الزاوية الكركرية من بعض الأطراف، فإن الواقع الاقتصادي يثبت أن لها دورًا في تعزيز الاقتصاد المحلي بالعروي، ويظل توافد الزوار والمريدين إلى الزاوية سببًا رئيسيًا في دعم مختلف القطاعات الحيوية بالمدينة.