يعاني القطاع الصحي بإقليم الناظور من أزمة حادة تتجلى في النقص الكبير للأطباء بمختلف التخصصات، مما ينعكس سلباً على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين. المستشفى الإقليمي الحسني ومستشفى القرب بالعروي يُعدّان أبرز الأمثلة على هذه الأزمة، حيث يعانيان من غياب شبه تام للأطباء في تخصصات حيوية، ما يجعل الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة شبه مستحيل بالنسبة للكثيرين.
من بين الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفاقم هذا الوضع:
التقاعد النسبي للأطباء:شهد القطاع الصحي مغادرة عدد كبير من الأطباء الذين اختاروا التقاعد النسبي، بحثاً عن ظروف عمل أقل ضغطاً وأكثر استقراراً.
ضغط العمل في القطاع العام:يعاني الأطباء العاملون في القطاع العام من ظروف عمل قاسية تشمل نقص المعدات الطبية، والاكتظاظ، وقلة الموارد البشرية، ما يدفع بعضهم إلى الهجرة للعمل في القطاع الخاص أو البحث عن فرص في الخارج.
عدم تعويض الخصاص:بالرغم من النقص الواضح، لم تقم الوزارة الوصية بتوظيف عدد كافٍ من الأطباء لتعويض المغادرين، مما أدى إلى تفاقم الوضع.
في ظل هذه الأزمة، يبقى المواطن البسيط هو الضحية الأولى. فالمرضى يضطرون للتنقل إلى مستشفيات في مدن أخرى للحصول على خدمات صحية أساسية، ما يزيد من معاناتهم النفسية والمادية. أما من لا يستطيعون تحمل تكاليف التنقل والعلاج في القطاع الخاص، فيواجهون صعوبات كبيرة وقد يضطرون إلى التعايش مع المرض في صمت.
لتخفيف حدة الأزمة، يتم الاعتماد على تنقيل الأطباء الموجودين بين مستشفيات الإقليم لسد الخصاص، إلا أن هذه الحلول المؤقتة تظل غير فعالة وتزيد من إرهاق الأطباء القليلين المتبقين.
أمام هذا الوضع، تبرز ضرورة تدخل الوزارة الوصية بشكل عاجل من خلال:
توظيف أطباء جدد:لسد الخصاص في التخصصات الحيوية.
تحسين ظروف العمل:لتشجيع الأطباء على البقاء في القطاع العام.
تعزيز البنية التحتية:لضمان تقديم خدمات صحية لائقة.
إن استمرار هذا الوضع يهدد حق المواطن في الحصول على رعاية صحية لائقة، وهو حق دستوري وإنساني. ويبقى الحل رهيناً بتفاعل الوزارة الوصية مع هذه الأزمة واتخاذ تدابير جذرية تضع حداً لمعاناة سكان إقليم الناظور، الذين يواجهون صعوبات يومية للحصول على أبسط حقوقهم في العلاج.
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار