يتجدد الحديث هذه الأيام عن مشروع بناء ملعب كبير بإقليم الناظور، يتسع لاحتضان مباريات دولية ومزود بمرافق رياضية حديثة. هذا المشروع طالما انتظره سكان الإقليم، لكنّه يجد نفسه محاطاً بتجاذبات سياسية وتسابق إعلامي. بينما تعزز اللقاءات بين الجهات الحكومية والإقليمية الجهود لدفع المشروع إلى الأمام، فإن بعض التعقيدات في التنفيذ والعقارات المخصصة تظلّ عائقاً حقيقياً أمام رؤيته للنور.
وقد أثار الموضوع النائب البرلماني عن إقليم الناظور، محمادي توحتوح، في لقاء برلماني، حيث أكد على إرادة حكومية في الدفع بمشروع ملعب كبير للناظور، وذلك بعد إثارة الملف مع فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية وممثل الحكومة في الشأن الرياضي. هذا النقاش لاقى تجاوباً واسعاً، خاصة بعد أن تابع نواب رئيس جماعة الناظور نشر تدوينات حول لقاءاتهم مع عامل الإقليم، والذي يعمل بدوره على تقريب الرؤى وجمع الأطراف المعنية بمختلف الجماعات الكبرى والصغرى بالإقليم.
وقد أصدرت عمالة الناظور بلاغاً صحفياً، أكدت فيه اهتمام السيد عامل الإقليم بقطاع الشباب والرياضة، ومتابعته الشخصية لمشروع الملعب منذ تعيينه، مشيراً إلى التحديات المتعلقة بتعبئة العقار المناسب وتوفير التمويل اللازم. وأوضح البلاغ أنّه يجري العمل بجهد لإزالة العقبات، بدايةً في العقار الازم والتمويل .
غير أن المشروع يثير جدلاً واسعاً حول موقع الملعب المرتقب، إذ يخلط البعض بين ملعب بلدي صغير بطاقة استيعابية محدودة يخدم فرق الناظور المحلية، وملعب دولي كبير يتسع لجماهير كبيرة ويستوفي معايير المباريات العالمية. لإنجاز ملعب بهذا الحجم، يتطلب المشروع قطع أراضٍ بمساحات واسعة، ومرافق متنوعة، بما فيها ملاعب تدريب، وأماكن واسعة لركن السيارات، ووسائل ولوج وحماية أمنية عالية، فضلاً عن التزامه بالمعايير الوطنية والدولية في مثل هذه المنشآت.
من الخيارات التي تمت مناقشتها، تم طرح العقار المتاح في تراب جماعة العروي، حيث أبدت الجماعة استعدادها لتخصيص قطعة أرض مساحتها تصل إلى 90 هكتاراً، لتضم 25 هكتاراً لبناء الملعب، مع توفر المرافق اللازمة وفضاءات مناسبة لركن السيارات. هذه الأرض تقع على أحد أكبر المحاور الطرقية بالإقليم، ما يسهل الوصول إليها، وتعتبر منطقة مؤمنة أمنياً، وتستوعب مختلف الفرق الرياضية بالإقليم، بما فيها فرق إقليم الدريوش المجاور.
أما عن أراضي جماعة الناظور، فيتضح أنها تعاني من عدة تحديات؛ أولها التكلفة العالية للعقارات داخل المدينة، وصعوبة توفير مساحات واسعة قد تناسب المشروع دون تكلفة باهظة في نزع الملكية. كذلك، تعتبر الأراضي المطلة على بحيرة مارتشيكا مناطق سياحية تتطلب مشاريع ترفيهية وتطويرية تتناسب مع طبيعتها، ما يصعّب تخصيصها لملعب رياضي كبير.
وفي ظل هذا النقاش، يأمل السكان في إنجاز ملعب بلدي مناسب داخل المدينة، يخدم الفرق المحلية، إلى جانب الملعب الكبير الذي يمكن أن يمثل إضافة نوعية للناظور الكبرى. ورغم أن المشروع يتطلب تعاوناً وجهوداً مكثفة، فإنه يمثل فرصة لتحويل الحلم إلى واقع بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة، مع استغلال الأملاك العامة بطريقة تحقق الصالح العام.
في الاسفل فيديو تم العثور عليه في منصة اليوتوب يوضح بالتقريب مكان الملعب والولوجيات اعده ابدع فيه اخد الشباب ولو تقريبيا
أضف تعليقك الأول إلى هذا المنشور
تعليقات الزوار