الناظور على موعد مع تحول طاقي جديد: إطلاق طلب عروض لبناء أول محطة للغاز الطبيعي بالميناء
في خطوة جديدة تعكس التزام المغرب بتعزيز أمنه الطاقي وتنويع مصادره، أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، عن إطلاق طلبات العروض الخاصة بإنجاز واستغلال أول محطة لاستقبال الغاز الطبيعي بميناء الناظور، وذلك خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين.
هذا المشروع يُعد جزءًا من الشطر الأول من مخطط وطني طموح لتطوير البنية التحتية الخاصة بالغاز الطبيعي، ويشمل ربط هذه المنصة الاستراتيجية بأنبوب الغاز المغربي الأوروبي، وكذا بمناطق صناعية حيوية بكل من القنيطرة والمحمدية، في إطار رؤية متكاملة لجعل الغاز الطبيعي رافعة جديدة للتنمية الصناعية والانتقال الطاقي.
وأكدت الوزيرة أن هذا المشروع الطاقي يأتي في سياق تقدّم ملحوظ عرفه المغرب في مجال الطاقات المتجددة، بفضل تراكم الخبرات الوطنية من جهة، وارتفاع الاهتمام الدولي بالشراكات الطاقية مع المملكة من جهة أخرى، مشيرة إلى أن المغرب أضحى يشكل اليوم مركز جذب للاستثمارات في مجال الطاقة النظيفة.
من جانبه، يُرتقب أن يفتح ميناء الناظور غرب المتوسط آفاقاً واسعة لتطوير مشاريع البنية التحتية الطاقية، خاصة مع موقعه الاستراتيجي وقربه من أوروبا، ما يعزز مكانته كمركز لوجستي إقليمي ومحور جديد في تجارة وتوزيع الغاز الطبيعي.
ويرى خبراء أن هذه المحطة ستُسهم في:
تقليص الاعتماد على المصادر الطاقية التقليدية والمكلفة.
تأمين إمدادات مستقرة للغاز نحو الوحدات الصناعية والجهات الحيوية.
دعم جهود المغرب في التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون.
خلق دينامية استثمارية وصناعية بالمنطقة الشرقية.
وستُمكن هذه المحطة من تعزيز قدرة المغرب على استقبال الغاز الطبيعي عبر البحر، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية التي أثرت على سلاسل التزود العالمية، مما يجعل المشروع خيارًا استراتيجيًا لمواكبة الطلب المتزايد وتحقيق السيادة الطاقية.
إذ يُنتظر أن يُحدث هذا المشروع نقلة نوعية في النسيج الصناعي لجهة الشرق، ويعزز من تموقع الناظور كمركز اقتصادي صاعد، ومفتاح محوري في مستقبل الطاقة بالمغرب.
أضف تعليقك أو رأيك