مدينة العروي تعيش في مرحلة حساسة تتطلب من أبنائها وقادتها الحكمة والتبصر للخروج من الأزمات التي تعصف بها، الصراعات الصبيانية والتوترات الداخلية تنهش في نسيج المدينة، وتدفع بها نحو الانقسام والتراجع، في خضم هذه الفوضى، تبرز الحاجة إلى رجل حكيم يوحد الصفوف ويجمع الشمل، ولا أحد يملك هذه القدرة كما يملكها ابن العروي البار، مصطفى المنصوري.
مصطفى المنصوري ليس مجرد اسم يتردد في أرجاء المدينة، بل هو شخصية ذات مكانة واحترام عميقين، يعرفه الجميع كرجل دولة وصاحب الحكمة والصبر، العارفون بخبايا العروي وخيوط علاقاتها العائلية المعقدة يدركون جيدًا ثقل هذا الرجل وقدرته على فهم التوازنات والتحركات داخل المدينة, شغل منصب رئيس العروي لسنوات طويلة، وكان له الفضل في بناء العديد من جوانب العروي الحديثة، وتطوير بنيتها التحتية, أما اليوم، فهو يمثل المغرب كسفير في الخارج، إلا أن صدى اسمه لا يزال يتردد في شوارع العروي وأزقتها.
المدينة بحاجة ماسة إلى قوة وشجاعة أبنائها المخلصين لتستعيد مجدها وتاريخها المشرف، ما عاشته العروي في السنوات الأخيرة من تدهور وصراعات لا يليق بتاريخها العريق، يجب أن تتضافر جهود الحكماء والأعيان، وأن يتجاوزوا الخلافات الصغيرة من أجل مستقبل أفضل، وبدون شك، فإن الشخص الذي يحظى باحترام الجميع، والذي يستطيع توجيه البوصلة نحو مسار جديد، هو مصطفى المنصوري.
العروي تستحق أن تعود لقوتها، فالمدينة التي قدمت الكثير لأبنائها تستحق أن يردوا الجميل بالعمل على تحسين أوضاعها، وتوجيهها نحو مستقبل مشرق.