24 ساعة

العروي : البطالة و الفراغ والتشاؤم يقودان الشباب نحو ركوب “قوارب النجاة للفردوس الاوروبي” بنسب جد عالية

الموقع الجغرافي والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة لسكانها، جعلا مدينة العروي تودع العديد من شبابها إلى الأبد وتهدر ثروة بشرية شابة، إذ أضحت الهجرة طريقا اختاره العديد ممّن غلب عليه الشعور بالفراغ واليأس والاحباط في وطنه.

احمد من العروي الشاب الذي لم يتجاوز  26 عاما وكآلاف الشباب من أبناء جيله، حاول بعد تخرجه من الجامعة العثور على وظيفة محترمة توفر له مورد رزق يحفظ كرامته، وبعد عدة سنوات من البحث نجح في إحدى المناظرات ليتم تعيينه في وظيفة قبل أن يتفاجأ بحذف اسمه من القائمة.. حادثة أثرت في نفسه كثيرا وكانت سببا في دخوله في حالة اكتئاب حادة وتعاطيه للمخدرات

والد احمد فسر تصرّف ابنه على انه تعبير منه على احساس القهر والظلم والإهانة التي تعرض لها بعد حرمانه من حقه في الوظيفة، مشيرا الى أن ابنه كان ضحية الفساد الذي مورس عليه والتهميش والحرمان والاهمال الذي عاشه، قائلاطالما أن الفساد متواصل والبطالة في ارتفاع فانه لن يبقى احد هنا“.

حالة احمد ليست الوحيدة وهي عينة من عدة عينات اختزلت أغلبها الحال الذي أصبح عليه شبابها، فالعروي غالبا ما تتصدر معدلات الهجرة السرية بسبب انسداد الافق ، وفشل اغلب المشاريع المتوسطة المذرة لدخل وغياب مورد قار والتخوف من المستقبل

وفي هذا السياق يقول محمد،  إنّ أكثر ما يحفّز الشباب على الهجرة هو انسداد الأفق الحقيقية أمامه والإحساس بالعجز عن تحقيق أحلامه اظافة إلى فشله في لفت الأنظار لمشاكله، والتخوف من المسقبل المظلم بهذا البلد.

 ويحمّل محمد المسؤولية للحكومة التي يعتبر أنها ساهمت بصفة غير مباشرة في تشجيع عديد الشباب على الهجرة ، لأنها حسب رأيه لاتتحرك ولا تتناول مطالبهم بجدية إلا بعدما ان تسوء الأوضاع في  المنطقة وهو ما جعل عديد الشباب يسلك طريق الموت للفت الانتباه لمشاكله.

وما يقلق أكثر في مدينة العروي ان الرحيل في قوارب الموت لاتزال تراود عديد الشبابالمتبقيوذلك في صورة تواصل إهمال وطنهم لهم وعدم خلق مخططات تنموية تستجيب لمطالبهم خاصة المتعلقة بتوفير الوظائف وتلبي احتياجاتهم الاجتماعية وتنهض بمنطقته وتحسن مستوى عيشهم في إطار من العدالة والمساواة بين الجميع.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *