عبد الكريم الدهري🖊️

يختبئون وراء شاشات الكمبيوتر ويتحدثون بأسماء مستعارة و صور من كواكب بعيدة، مطالبين بمكافحة الفساد و ينتقدون المجتمع بشكل عام. يثير هذا النوع من النشاط الاجتماعي تساؤلات كثيرة حول مصداقيته و حقيقته.

في عصر الإنترنت، أصبح من السهل على أي شخص إنشاء حسابات وهمية و التخفي وراء الشاشات. حتى لو كان الهدف نبيلا هذا الذي يتبناه بعض الأشخاص من خلال تلك الحسابات الوهمية، مثل محاربة الفساد، فهويتهم المزيفة تثير تساؤلات عميقة حول مصداقيتهم و دوافعهم الحقيقية.

من الصعب جدًا الوثوق بمثل هؤلاء الأفراد، حيث أننا لا نعرف هويتهم الحقيقية أو خلفيتهم أو حتى دوافعهم الحقيقية. فهم نادرا ما قد يكونون شخصيات جادة مع نوايا حميدة، ففي الغالب يكونون أشخاصًا يحاولون استغلال الانتقادات و المطالبات بالتغيير لأهداف شخصية أو سياسية.

التعامل مع هذه الحسابات يتطلب حذرًا وتقييمًا دقيقًا. يجب على المجتمع أن يكون متأهبًا لاستقاء المعلومات من مصادر موثوقة و التحقق من صحة المعلومات قبل الاعتماد عليها. وعلى الأفراد أن يطالبوا بالشفافية والمساءلة من الأشخاص الذين يدعون النضال ضد الفساد وراء ستار الغموض و الاختباء، بما في ذلك الكشف عن هويتهم الحقيقية .

أما محاربة الفساد بهذا الشكل فشخصيا أعتبره نفاقا إجتماعيا و جبنا لا غير.

الصورة أسفل لصديقي الممثل الياباني إتوا..الذي كانت هوايته المفضلة خلال إقامتنا بأحد فنادق مرساي الفرنسية هي مطاردة كل ذبابة وقعت عيناه عليها ،بسيف ساموراي وهمي ..حاول دائما إقناعنا أنه فعلا قتلها ..كان بارعا في قتلها لكن في الوهم و السراب ..و كان مقنعا جدا في تمثيل هذا المشهد حتى اننا صدقناه مرارا فقط لنعيش معه هذا الدور..