الحاج صالح المرابط، ابن مدينة العروي البار، رجل عرف بطيبوبته وكرمه اللامحدود، حيث كانت يداه دومًا ممدودتين لمساعدة الجميع دون استثناء. هو شخصية اجتماعية محبوبة، لا يتردد في تقديم كل ما يملك لمن يحتاج، مما جعله يحظى باحترام واسع بين أهالي مدينته.
لطالما كان الحاج صالح منغمسًا في تجارته، بعيدًا عن السياسة ونقاشاتها، إلا أنه كان دائمًا يساند من يرى فيه الخير والإصلاح لمدينته العروي. لكن في عام 2021، وبضغط من أصدقائه وعائلته، قرر خوض غمار الانتخابات الجماعية في اللحظات الأخيرة. رغم عدم حبه للعمل السياسي، إلا أن دعم الجيران والأصدقاء والعائلة جعله يخوض التجربة، ليس حبًا في السلطة أو تحقيق مصلحة شخصية، بل بدافع المسؤولية تجاه مدينته وأهلها.
بعد فوزه في الانتخابات، أصبح عضوًا في مجلس جماعة العروي، وسعى جاهدًا لتحقيق رؤيته في تنمية المدينة، لكنه سرعان ما أدرك أن السياسة تحمل في طياتها جوانب لا تتماشى مع مبادئه
إيمانًا منه بضرورة العمل من أجل مجتمعه بعيدًا عن السياسة، قرر الحاج صالح تأسيس جمعية رحاب رفقة مجموعة من أصدقائه، ليجد فيها الحضن الدافئ الذي يعكس قناعاته ورغبته في تقديم يد العون للمرضى والمحتاجين. في فترة وجيزة، تمكنت الجمعية من تحقيق إنجازات عظيمة، لم تصل إليها حتى بعض المؤسسات الرسمية، حيث قدمت الدعم والمساندة للمرضى، مما جعلها تحظى بسمعة طيبة بين ساكنة العروي وإقليم الناظور ككل.
كان الحاج صالح يكرس وقته وجهده لهذه الجمعية، مسخرًا ماله وإمكانياته لخدمة الآخرين. وبالرغم من تنقله بين المغرب وإسبانيا، حيث أنشأ مشروعًا هناك وانتقل للعيش مع أسرته، إلا أن قلبه ظل متعلقًا بالعروي. فما زال يتابع كل كبيرة وصغيرة تخص مدينته ويتواجد ايضا بها ولا يتوانى عن تقديم الدعم والمساندة متى ما استدعت الحاجة.
الحاج صالح المرابط ليس مجرد رجل أعمال أو سياسي او فاعل مدني ، بل هو نموذج للمواطن الصالح الذي يسعى لخدمة بلده بكل الطرق الممكنة كما انه وطني حتى النخاع ،هو رجل عصبي أحيانًا، لكن سرعان ما تهدأ عاصفته، لأن قلبه الطيب لا يعرف سوى الحب والوفاء. يقف إلى جانب أصدقائه في كل الظروف، ويبقى الابن البار لمدينته العروي التي يعشقها حتى النخاع.
إنه مثال حقيقي للإنسان الذي لا ينسى جذوره، مهما ابتعدت به المسافات، فحيثما كان، يظل حاضرًا وعطائه في قلوب أهل العروي، الذين يرون فيه رمزًا للخير والوفاء.
أضف تعليقك أو رأيك